مع خروج النائب نديم الجميل من ″مولد″ المؤتمر العام الـحادي والثلاثين لحزب الكتائب ″بدون حمص″، بات على النائب الشاب الذي يخطط للمستقبل باعتباره نجل رئيس جمهورية وحفيد مؤسس الحزب، أن يُحدث نقلةً نوعية عبر تكوين خريطة طريق تؤمن له الاستمرار في السياسة اللبنانية بعد أن خسر جنة حزبيّ ″القوات اللبنانية″ الذي أسسه والده بشير الجميل قبل أن يُنتخب رئيسا للجمهورية، و″الكتائب″ الذي أسسه جده النائب والوزير بيار الجميل.
فالنائب الشاب كان يُعد منذ خوضه الغمار السياسي والنيابي في لبنان في العام 2009 أن يكون له موقعه المؤثر في حزب القوات اللبنانية من منطلق أن والده هو مؤسسه. ولكن السيطرة الكاملة لرئيس الحزب سمير جعجع في العام 1986على مقاليد تلك الميليشيا العسكرية قبل أن تتحول حزباً قطع الطريق نهائياً على أي طموح له في هذا المضمار.
عندما رأى أنه من الانسب العودة الى كنف ″الحزب الأساس″ الكتائب وهو الاب الشرعي للقوات لعله يجد ضالته فيه، اصطدم بابن عمه النائب سامي الجميل الذي تسلم زمام الحزب من والده رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل ورسم الأطر اللازمة داخل الحزب والتي تؤهله لخلافة والده بدون منافسة. ولكن نديم حاول عبر سبل إعتراضية شتى سبر غور تكوين معارضة ملموسة الى جانبه تؤهله لإحداث حالة ذات شأن في المكتب السياسي. ولكن كل محاولاته باءت بالفشل وخصوصاً في آخر مؤتمر عام للحزب عُقد قبل عشرة أيام.
ووفق العديد من المراقبين والمتابعين فإنه لم يبق أمام النائب نديم الجميل بعد إقفال بابي القوات والكتائب في وجهه سوى الاتجاه لاستحداث حركة أو حزب سياسي ذات خلفيات مرتبطة بتاريخ والده تمكنه من أمرين:
الاول: إستقطاب كل المجموعات المتأثرة بمسيرة والده إن في حزب الكتائب أو القوات، تواكب أفكاره التي سعى لطرحها أكثر من مرة داخل الحزبين المشار اليهما من دون نتيجة ملموسة.
والثاني: إبتكار إطار يستطيع من خلاله حجز موقع سياسي له بين الاحزاب والتيارات المتواجدة على الساحة المسيحية بشكل عام، والمارونية على وجه التحديد، يتيح له المنافسة لحجز مقعد نيابي أو أكثر في المستقبل القريب أو البعيد. ويستطيع من خلاله عرض أفكاره بحرية تامة وغير مرتبطة بمزاجية وتوجهات رئيس هذا الحزب أو ذاك. والاّ فانه سيبقى منتظراً في محطة حزب الكتائب لحجز مقعده النيابي في منطقة الاشرفية وتحت رعاية مكتب سياسي قد يخطر على باله ترشيح سواه في أية دورة في حال لم تعد الكيمياء متلائمة بشكل كافٍ مع ابن عمه رئيس الحزب النائب سامي الجميل.
