يزداد كل يوم الإرباك السّياسي والشعبي في طرابلس في أعقاب القرار الذي اتخذه المجلس الدستوري يوم الخميس الماضي، في 21 شباط الجاري، بخصوص إبطال نيابة عضو كتلة المستقبل ديما جمالي، ودعوته لإجراء إنتخابات فرعية لملء المقعد السنّي الخامس في طرابلس الذي أصبح شاغراً، في غضون شهرين، ذلك أن هذه الدعوة التي يفترض أن تقوم بها وزارة الداخلية لم تتخذها بعد، نظراً لأن قرار المجلس الدستوري نشر في الجريدة الرسمية أمس، لتبدأ مهلة الشهرين إبتداءً من تاريخ النّشر.
ويعود هذا الإرباك الذي يسود عاصمة الشّمال إلى أسباب عديدة، من أبرزها:
أولاً: لم يتضح حتى السّاعة إن كانت الإنتخابات النيابية الفرعية في طرابلس ستجري لملء مقعد نيابي واحد بعد شغور مقعد جمالي، أم لملء مقعدين بعد أن أبدى النائب محمد كبارة نيته تقديم إستقالته تمهيداً لترشح نجله كريم مكانه، وهو ما كان يسعى إليه كبارة الأب في انتخابات 6 أيار الماضي، لكنه لم يفلح نظراً لرفض الرئيس سعد الحريري الفكرة لأسباب مختلفة، إلى أن وجد كبارة الأب أن الفرصة باتت مؤاتية الآن، لكن مسعاه يحتاج لموافقة الحريري وأيضاً يلزمه إخراج قانوني ومهل زمنية معينة، من أجل تمكين نجله من الترشح مع جمالي في لائحة واحدة.
ثانياً: لم يعلن مسؤول جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) في الشمال طه ناجي ترشحه مجدّداً لهذه الإنتخابات الفرعية، من أجل استعادة مقعد نيابي “سلبه” منه قرار المجلس الدستوري، الذي اعترف في قراره أن حاصل الإنتخابات النيابية بعد الطعن الذي تقدّم به بحق جمالي يصبّ في مصلحته، لكن بدلاً من أن يعلن المجلس فوز ناجي بعد إلغاء نيابة جمالي، دعا إلى إجراء إنتخابات نيابية فرعية.
تريّث ناجي يعود إلى أسباب عديدة، أولها كما أعلن بعد مشاركته في اجتماع نواب اللقاء التشاوري للنوّاب السنّة المستقلين يوم السبت الماضي، أنه ينتظر “إكتمال المشهد السياسي، لنرى من سيترشح والقوى السياسية التي ستشارك، وعندها نتخذها القرار المناسب”.
ثالثاً: ما يزال إستحقاق الإنتخابات البلدية عام 2016 راسخاً في الأذهان حتى اليوم، عندما استطاع الوزير السابق أشرف ريفي بالتحالف مع المجتمع المدني، أن يكتسح المجلس البلدي في طرابلس في مواجهة تحالف سياسي عريض، وهو إستحقاق تبدو ظروف تكراره متوافرة في الإنتخابات النيابية الفرعية المقبلة، نظراً لتشابه الكثير من العناصر بينهما في الشكل أو في المضمون.
رابعاً: قبل أن يجمع تيار المستقبل حوله حلفاً سياسياً عريضاً لدعم جمالي، لم يعلن عن الإنضمام إليه رسمياً إلا النائب السابق محمد الصفدي، يعاني التيار الأزرق من إرباك في صفوفه، وانقسام في قواعده، بدءاً من استياء النائب السابق مصطفى علوش ومناصريه من استبعاد الحريري له وعدم تبني ترشيحه، بعد عدم الإيفاء له بتوزيره، مروراً بتسريبات أوساط مقربة من ريفي تقول إنه سيعلن ترشحه في 14 آذار المقبل، كدلالة رمزية، فضلاً عن احتمال ترشح آخرين كالنائب السابق مصباح الأحدب أو أن تتبنى الجماعة الإسلامية مرشحاً محسوباً عليها، وهي عوامل سوف تجعل جمالي تفقد أصواتا من كيسها، كون أغلب هؤلاء المرشحين يأكلون من صحن إنتخابي واحد أو مشترك مع التيّار الأزرق، وهو أمر لا ينسحب على ناجي.
مواضيع ذات صلة:
-
ترقّب وغموض يسودان إنتخابات طرابلس الفرعية… عبد الكافي الصمد
-
القصّة الكاملة لـ″قلم إنتخابات قرصيتا″ الذي أبطل نيابة ديما جمالي… عبد الكافي الصمد
-
بعد إلغاء نيابة جمالي .. مصير إنتخابات طرابلس الفرعية بيد ميقاتي… عبد الكافي الصمد