″طريق النحل″ في بلدة عبرين البترونية ليس أغنية للسيدة فيروز او عنوان مسلسل او كتاب او مسرحية بل هو استراتيجية بيئية تحوّل الاغنية الى واقع نظرا لحياة بحد ذاتها يعيشها النحل بدورة متكاملة، حيث ان النحل يعتبر من الحشرات الاجتماعية تعيش معا في مجموعات وتتعاون في مهام البحث عن الغذاء وتتكون من افراد او فئات مختلفة.
هناك 75% من النباتات من الدورة النباتية يؤمنها النحل وفي حال انقرض النحل سينقرض معه 75% من الشجر والنباتات لأن النحلة تؤدي دورا مهما في عملية تلقيح الاشجار خصوصا المثمرة منها.
ولأن النحل من الاهمية بمكان قررت بلدية عبرين في قضاء البترون ان تحول الاغنية الى قضية وواقع ومفهوم جديد، كما يؤكد رئيس المجلس البلدي جورج طانيوس ″لا يجوز ان يقتصر عمل المجلس البلدي على بناء جدران الدعم وشق الطرق الاساسية وغير الاساسية، من هنا ولدت لدينا فكرة جديدة بشق طريق مختلف ومميز ″طريق النحل″ وهو خطة ومشروع يحمل محطات عدة ويهدف الى الاهتمام بالقطاعات الزراعية ومنها القطاع الحيوي الذي يجهله المواطنون ويجهلون اهميته.″
وكانت بلدية عبرين قد نظمت سلسلة لقاءات تمحورت حول تربية النحل وكيفية دعم النحالين الذين يكافحون بمفردهم منسيين من الوزارات والبلديات والادارات المعنية وهذا ما دفع طانيوس لاجراء بحث معمق عن عالم النحل وحياته وتكوينه وانتخاب الملكة والمسافات التي يقطعها النحل والنشاط الذي يقوم به.
ويشير رئيس البلدية الى أن ″من يغوص في عمق عالم النحل يكتشف تقصيرا كبيرا من قبل المسؤولين تجاه المجتمع والوطن وليتنا نتشبه بقفير النحل وبالنحلة وبديموقراطيتها واندفاعها ونشاطها فتسابق الزمن والطبيعة لكي تنتج العسل. من هنا اخذت على عاتقي دعم النحالين بالتنسيق مع رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون لحل كل المشاكل التي تعترض قطاع النحل.″
ولأن القصعين والصعتر يشكلان الغذاء الاساس للنحل اتخذت بلدية عبرين الاجراءات اللازمة لمنع الجني الجائر ومنع الغرباء الذي يقتحمون طبيعة البلدة من الدخول اليها لحماية المصدر الاساسي لغذاء النحل وقد بادرنا لتنفيذ حملة مداهمة وضبط المحاصيل وتسطير محاضر ضبط بحق جناة القصعين والصعتر، وسعينا لدى وزارة الزراعة من خلال المركز الزراعي في البترون ورئيسه المهندس داني باسيل لاصدار تعاميم صارمة في هذا الصدد بالاضافة الى قرار على مستوى اتحاد البلديات والمجالس البلدية لتكثيف الشرطة البلدية للسهر ومنع الجني الجائر. ومن ضمن بنود الاستراتيجية المعتمدة من بلدة عبرين زراعة الاشجار التي تؤمن الغذاء للنحل في اطار حملة تشجير لأنواع من الشجر الذي يعتبر مصدرا للغذاء، وقامت البلدية بزراعة الكينا والجاكارندا التي تعتبر من الاشجار الجميلة للزينة ولغذاء النحل.
ودعا طانيوس ″كل المجالس البلدية والمزارعين لتشجيع زراعة هذه الانواع التي تتميز بشكل جميل ويفيد النحل وبذلك تزدان بلداتنا ويتغذى نحلنا.″
وتعي بلدية عبرين جيدا اضرار المبيدات المستعملة للقضاء على الاعشاب والتي تقضي على النحل في الوقت نفسه، من هنا دعمت البلدية حملات التوعية حول الانواع غير المضرة من المبيدات.
وقد تكون منطقة البترون من المناطق الغنية بالنحالين الذين يتجاوز عددهم الـ 100 نحال الذين ينشطون لتسويق انتاجهم من النحل بحيث ينفد الانتاج في بداية المواسم نظرا لنوعية العسل الا ان هناك منتوجات عدة غير العسل يمكن انتاجها من تربية النحل وهذا ما تتطلع اليه بلدية عبرين كما يؤكد رئيسها حول ″ضرورة حملات التوعية وتنظيم الندوات والمحاضرات لتسليط الضوء على الانتاج المهم الذي يمكن استخراجه مثل الصابون والشمع وتصنيع الفضلات وهذا يؤمن مردودا لا بأس به ويشجع البترونيين في كل قرانا وبلداتنا لتربية النحل.″
وما يلفت اليه طانيوس هو النحل الغريب الذي يقتحم منطقة البترون بشكل عام وبلدة عبرين بشكل خاص ″الا اننا لسنا مستعدين للسكوت عن اي خراب تتعرض له قفران النحل في عبرين بسبب النحل الغريب ولن نسمح لأي كان من اعتماد اي عقار في عبرين لاحتضان نحله ونحن نسعى بشكل متواصل لتنفيذ حملات تشجير بدعم من وزارة الزراعة ولن نقبل بأن يأتي النحل الغريب فيأكل الغذاء من امام نحلنا البلدي. ″
وتشتهر بلدة عبرين ″بطرق المشي في الطبيعة وبين اشجار السنديان الذي يميز نوعية عسلنا السندياني وهذا الطريق يعبر بين العقارات التي تحتضن قفران النحل ويسهل على المربين من الوصول لتفقد نحلهم. ولن ننسى الهجمة على الحصول على أذونات التشحيل في احراج السنديان ونحن اتخذنا قرارا برفض اي طلب يطال اشجار السنديان مهما كانت وجهة الطلب ولن نرضح لأي نوع من اساليب الغش للقضاء على اشجار السنديان. فالشجر الكثيف افضل من ان نخسر ثروتنا من غابات السنديان والجزارون لا طريق لهم الى بلدة عبرين ونحن فخورون باحراجنا التي تزيد طبيعتنا جمالا ولنحلنا الغذاء.″
مواضيع ذات صلة:
-
أنفاق رأس الشقعة ذكريات عثمانية ـ إنكليزية.. لا يمحوها الزمن… لميا شديد
-
معركة في البترون بين النحالين وبين جناة القصعين.. وتدخل رسمي… لميا شديد
-
البترون تصارع الأوضاع المعيشية.. وتستعد لسهرة رأس السنة… لميا شديد