فجرت قضية انتحار جورج زريق حرقا، الغضب لدى الرأي العام اللبناني وربما خارج الحدود، حيث لاقت هذه الحادثة اهتماما واسعا من الاعلام العربي والدولي، في وقت لا تزال فيه المعلومات متضاربة حول الرواية الحقيقة لاقدام الوالد على حرق نفسه امام باحة مدرسة سيدة بكفتين الارثوذكسية.
بين رواية اهل زريق ورواية المدرسة فرق شاسع، فالاهل يؤكدون ان جورج احرق نفسه بعدما عجز عن تامين اقساط ابنته وسعى للحصول على افادة تسهيلا لنقلها الى مدرسة رسمية، وهو ما نفته ادارة المدرسة واعطت رواية مغايرة كليا.
لكن ايا تكن الاسباب التي قد يكشفها اي تحقيق شفاف في حال كان هناك نية لاظهار الحقيقة وعدم تركها للاستغلال او للمناكفات السياسية، فان الحادثة بحد ذاتها تعبر عن حالة اجتماعية صعبة يمر بها لبنان وترزح تحت وطأتها الاف العائلات التي ربما تتمنى الموت ولا تقدم عليه لاعتبارات دينية واجتماعية.
انتحار جورج سلط الضوء ايضا على حوادث الانتحار الكثيرة التي يشهدها لبنان مؤخرا، والتي سجلت في العام 2018 بحسب الإحصاءات 200 حالة انتحار، مقارنة بـ 143 حالة خلال 2017، وهو عدد مرتفع نسبياً في مجتمع تحرّم كل طوائفه قتل الإنسان لنفسه.
وتشير الاحصاءات الى انه بين عامي 2009 و2018، وقعت في لبنان 1393 محاولة انتحار، أي بمعدل حالة انتحار كل يومين ونصف اليوم (60 ساعة)، ومحاولة انتحار كل ست ساعات.
هذه الارقام تشير بما لا يقبل الشك الى ان الانتحار في لبنان الذي تعددت اساليبه واسبابه بات امر يؤرق اللبنانيين عموما ويستدعي دق ناقوس الخطر خوفا من القادم من الايام والذي قد يحمل المزيد من المآسي على عائلات قد تفقد عزيزا او اب ضاقت به ظروف الحياة وعجز عن تأمين قوت اولاده او تسديد اقساط مدارسهم او تامين الحد الادنى من مستلزمات العيش لهم.
#غزة_تقاوم_وستنتصر #غزة_تقاوم #كمين_العلم https://t.co/KjXvgAdY8D
— 111 (@omaribrahim113) November 13, 2018
مواضعي ذات صلة:
-
كيف كشفت المعاهد تقصير المدارس الخاصة؟… عمر ابراهيم
-
السائقون.. عين على الحفر وعين على كمائن قوى الأمن… عمر ابراهيم
-
الخناق يشتد على النازحين السوريين.. إعتداءات وتصرفات عنصرية… عمر ابراهيم