من يحمي كرامات الناس التي تنتهك على مواقع التواصل والتلفزيونات؟… عمر إبراهيم

هل باتت كرامات الناس عرضة للانتهاك على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ″جلقة″ بعض الناشطين؟، ولماذا تعتمد بعض محطات التلفزة في برامجها على مضمون ما ينشر في تلك المواقع، من دون التأكد من صحته او مراعاة الحد الادنى من العمل الصحافي واخلاقيات المهنة؟.

كثيرة هي الحالات التي تعرض على مواقع التواصل الاجتماعي وتتحول الى قضية رأي عام وصولا الى تبنيها من قبل بعض محطات التلفزة عبر برامج تركز بشكل مباشر على الفضائح وعلى حالات مثيرة للجدل اجتماعية وامنية ومعيشية.

يحتار المتابع خلال تصفحه لمواقع التواصل الاجتماعي من كثرة المواد المعروضة وتفاعل البعض معها وكأنها حقيقة دامغة، فيختلط الامر لديه قبل ان يجد نفسه مضطرا لتصديق ما يشاهده او يسمعه بعد إطلاعه على وسائل اعلام مرئية تتبنى ما نشر وتعرضه في حلقاتها التي بات هناك شبه اجماع لدى الراي العام اللبناني على ان معظم تلك البرامج تقوم فقط لرفع نسبة المشاهدين وتحقيق مكاسب اعلانية، بغض النظر عما تتسبب به من اشكاليات لا سيما تلك التي تنال من كرامات الناس ومن بعض الرموز الدينية او السياسية او تتعرض للقيم والمفاهيم وما حصل قبل ايام من ردود فعل على احد البرامج بسبب عرضه وتسويقه للشاذين او بسبب تناوله لبعض الرموز الدينية، خير دليل على تفشي ظاهرة التفلت الاعلامي من عقاله.

اللافت ان البعض وجد في مواقع التواصل الاجتماعي وفي حبه للظهور الاعلامي فرصة سانحة، وان كان ذلك على حساب كرامته، فتخرج من تتحدث عن اغتصاب تعرضت له او تحرش او ظلم نالها من ذويها او زوجها، فضلا عن قضايا عن ظلم والد لاولاده او لزوجته او غيرها من الامور التي كان الحديث فيها حتى الامس القريب من المحرمات وكأن شلش الحياء قد طق عند الناس.

ويبدو أيضا ان بعض المحطات الساعية الى تامين اكبر نسبة من المشاهدين وحب البعض لتحقيق الشهرة او خطف الاضواء قد شرع الباب امام فضائح بالجملة تتنافى مع كل القيم والمبادئ، وامام عرض مواد من دون الرجوع الى مصادر موثوقة او بذل بعض الجهد للتحقيق من مصداقيتها، وسط تساؤلات عن دور الاجهزة الامنية والقضائية في ملاحقة ومتابعة هذه الامور ووضع حد لهذه الفوضى التي باتت تتهدد خصوصية المواطنين وتعرضهم للتشهير من دون وجه حق في بعض الاحيان، لا سيما ان قضايا كثيرة تعرض وتكون ما تزال تبحث في القضاء ويتم التحقيق فيها من قبل الاجهزة الامنية، الامر الذي بات يضع كل شخص عرضة لهاوي قد يلتقط له صورة او مقطع فيديو ويشهّر به.


مواضيع ذات صلة:

  1. حكومة العهد الاولى من دون مكافحة الفساد… عمر ابراهيم

  2.  كيف كشفت المعاهد تقصير المدارس الخاصة؟… عمر ابراهيم

  3.  إسرائيل مصدومة بعد عاصفة نورما.. لا بنى تحتية نقصفها في لبنان… عمر ابراهيم


     

Post Author: SafirAlChamal