محطة جديدة من أعباء ومعاناة التنقل بين محافظة الشمال والمناطق اللبنانية الأخرى إذا لم نقل بين لبنان والدول المجاورة بسبب الانهيارات التي اصابت جبل مار الياس المحاذي للمسلك الغربي للاوتوستراد عند نفق حامات ما عطل المواصلات على هذا المعبر الحيوي وتسبب بمعاناة لدى المواطنين الذين يضطرون لسلوك هذا الطريق من والى الشمال، واضاف اليها معاناة لدى بلدية حامات التي تشكو من استهلاك طرقاتها الداخلية بسبب مرور الشاحنات التي تعلق أحيانا وتعمل آليات البلدية على سحبها ما يلحق الضرر بالطرق.
منذ 3 اسابيع بدأت رحلة الانهيارات على المسلك الغربي وأدت الى ما أدت اليه من إصابات نتيجة الانهيارات التي اجتاحت المسلك وطالت السيارات على المسلك الشرقي بالاضافة الى الانهيارات المتكررة وسقوط جدران الدعم المنجزة منذ الثمانينيات والتي لم تؤد دورها في الصمود أمام السيول وحماية أرواح المواطنين.
كل ما حصل أدى الى استنفار المسؤولين الذين حضروا لتفقد الاضرار كما أوفد كل من رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال من يمثلهما لمعاينة الانهيارات كما حضر نواب المنطقة ومحافظ الشمال لعدة مرات لتفقد الموقع والاعمال.
ومنذ حصول الانهيارات فتحت معابر عدة أمام المواطنين، في حين أن الطريق البحري القديم لم يكن آمنا بسبب الانهيارات الصخرية والترابية التي شهدها وراح المواطنون يمضون ساعات لعبور الطريق الداخلي في بلدة حامات باتجاه مدينة البترون وكل ذلك في ظل غياب شبكة النقل العام التي لو وجدت لكانت شكلت حلا مهما لأزمة التنقل.
ويقول أبو روي وهو سائق باص طلاب يؤمن وصولهم من شكا وأنفه الى مدارس البترون: ″اليوم نحن أمام أزمة فعلية جراء الوقت الاضافي للتنقل ذهابا وايابا بالاضافة الى الخطر الذي يتهددنا مع حصول انهيارات متكررة على الطريقين البحري القديم والاوتوستراد وهكذا نحمل أرواحنا وأرواح طلابنا على كفنا بسبب غياب اي خطوات سريعة وجذرية.″
من جهته يأسف رئيس بلدية حامات عيسى عيسى لهذا الوضع، ويقول: ″نحمد الله على أن الكارثة جاءت محدودة ولم تحصد ضحايا في الارواح″ لافتا الى ″الطريق الداخلي في البلدة تحول الى طريق دولي تعبره شاحنات وآليات استهلكت طرقاتنا التي باتت بحاجة للتأهيل والصيانة ونحن كبلدية عانينا كما يعاني المواطن.″ مشيرا الى أن “الطريق البحري القديم يشهد زحمة سير ايضا وباصات الركاب يهربون اليه والى طرقاتنا الداخلية ونحن كبلدية قمنا بدورنا المحدود وبقدر امكاناتنا المحدودة وما نطلبه اليوم هو حل القضية بأسرع ما يمكن علما أن ارتفاع الجبل يبلغ 150 مترا الا أن الجبل المحاذي لجدران الدعم يرتفع حوالى 20 مترا والتربة تشرب المياه وتتحلل بسرعة ما يؤدي الى الانهيارات.″
يؤكد مستشار وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس إسطفان عسال أن ″منذ اليوم الاول للانهيارات المتتالية التي حصلت عند نفق حامات عمدت وزارة الاشغال الى وضع خطة عمل تقوم بالمرحلة الاولى على تأمين سلامة المواطنين عبر قطع الطريق الدولي وتأمين البديل عنه، ثم بعد الاستعانة بالخبراء بدأ العمل بوتيرة سريعة لإعادة تأهيل الأوتوستراد حيث ان الوزارة تعمل على تأمين السير كخطوة أولية.″
ويضيف: ″لقد تم تقسيم العمل على مرحلتين: ورشة أولية لإزالة الركام وما يمكن ان يسبب خطراً على الطريق العام أما المرحلة الثانية فيتعلق بالمعالجة الجذرية لأعلى الجبل وجانب الطريق لعدم تكرار ما حصل″، مشيرا الى أنه ″قد يحول تساقط الامطار دون العمل لان التربة التي يجري ازالتها متحركة ومن أسباب ما حصل هو ان طبيعة الجبل الحصوية اي تربة غير متماسكة والحريق الذي حصل الصيف الماضي ادى الى تعرية جزء من الجبل وهذا يسبب انجراف التربة وأيضاً كميات الامطار وغزارتها في الساعة التي سقطت وضغطت على الجدار الذي يعود عمره الى تاريخ إنشاء الأوتوستراد.″
ويطمئن عسال ″إن الخطر قد زال و الوزارة مستمرة بالعمل وقامت بمسح شامل مع الهيئة العليا للإغاثة لكل أضرار العاصفة السابقة، وقدمت التقارير والملفات لتلزيم إعادة بناء الجدران المنهارة والطرقات، كما أن الصيانة ستبدأ فور توفر الأموال على أمل ان تتم معالجة الأمور لتسهيل أمر المواطنين.″
مواضيع ذات صلة:
-
هكذا حصلت الانهيارات على أوتوستراد نفق شكا.. وهذه هي الاجراءات… لميا شديد
-
ترميم سوق البترون: استعادة ذاكرة وتاريخ… لميا شديد
-
البطريرك إلياس الحويك رجل الحوار والوحدة.. هل يُطوّب قديسا؟… لميا شديد