تحتل تربية النحل اهمية كبرى في منطقة البترون، الا ان المشكلة الابرز التي يعاني منها مربو النحل تبقى الجني الجائر للقصعين والصعتر بحيث رفع المربون صرخات متتالية مطالبين بمراقبة عملية الجني ووقف الجني الجائر الذي يقضي على الغذاء الاساسي للنحل.
هذه الظاهرة التي تجتاح طبيعة منطقة حولت مربي النحل الى ضحية تجار نبتتي القصعين والصعتر الذين يقضون على كل نبتة من دون حسيب او رقيب. فمنذ سنوات والنحالون يطالبون ويرفعون الصوت من دون جدوى الى أن جاءت عملية الضبط على يد احد مربي النحل وهو احمد حيدر ابن بلدة رشكيدا البترونية الذي لاحق جماعة الجني الجائر وحجز لهم سيارتهم بعد محاصرتهم بسيارته ودفعهم باتجاه القوى الامنية لتقديم شكوى ضد من اقدم على حجز سيارتهم بكل ما فيها من مخالفات لشروط السير في لبنان وذلك بهدف تحصيل حقوق مربي النحل. وهناك المرجع الصالح لاتخاذ الاجراء القانوني بحقهم.
يقول حيدر: “حجزت سيارتهم لكي يذهبوا الى مخفر درك البترون، لعل هذه الطريقة تردعهم عن التعدي على الغذاء الوحيد للنحل البتروني وكأنه لا يكفينا النحل الغريب الذي يجتاح المنطقة ويأكل من درب نحلنا كل الغذاء. وعندما رفعنا الايدي وسلمنا امام كل محاولاتنا لمنع الجني الجائر وعدم تمكن حارسي الاحراج من حماية الطبيعة البترونية، اقدمت على حماية رزقي بيدي، لافتا الى ان هذا الجمع الجائر من تجار نبتي القصعين والصعتر يقضيان على المواسم بكاملها لاسيما انهم لا يلتزمون بالمهل المحددة للجني وهم بذلك يرتكبون جريمة بيئية بكل ما للكلمة من معنى. ويؤكد حيدر أن ما قام به كان يجب أن يحصل لكي يكون درسا لكل فرق الجني الذين يجتاحون منطقتنا ويأخذون الغذاء من طريق نحلنا.
اما صلاح حرب فيؤكد ان “فرق الجني هم غرباء عن المنطقة يأتون من عكار الى منطقة البترون الغنية بالقصعين بالاضافة الى جبيل وكسروان وقد تكون منطقة البترون الاكثر ضررا كونها الاقرب اليهم، وفي العام الماضي لم يتركوا زهرة واحدة تعتب عليهم والا وقطعوها، داعيا المسؤولين المعنيين الى التشدد بتطبيق القوانين المرعية الاجراء.”
واللافت ان هؤلاء المعتدين على طبيعة البترون وثرواتها الطبيعية لا يأبهون لأية اذونات او مهل، وينفذون هجمات خارج الاوقات المحددة من وزارة الزراعة للجني ضاربين عرض الحائط كل المهل والقرارات.
الا أن عملية الضبط والحجز التي قام بها حيدر في بلدة رشكيدا حولت المجرمين بحق نبتي القصعين والصعتر والنحل الى طبيعة أخرى هربا من ملاحقتهم. فبعد أن تنفس حيدر الصعداء انتقلت الشكوى الى مربي النحل في بلدة عبدللي وجوارها، حيث يلفت شربل طنوس الى أن فرق الجني الجائر هربت من رشكيدا وانتقلت الينا ما يعني أن لا رادع لها والحل يجب أن يكون قاسيا من الجهات المحلية الرسمية والا ستبقى أرضنا سائبة وطبيعتنا ضحية المجرمين البيئيين وتجار القصعين والصعتر.
ويشدد مسؤول في وزارة الزراعة على ضرورة التوجه للبلديات التي تعتبر السلطة المحلية المخولة تنظيم هذا الامر من خلال الشرطة البلدية وهي شريك اساسي في عملية ضبط عملية الجني غير المنظم. من هنا اهمية التنسيق بين وزارة الزراعة ووزارة الداخلية والبلديات في هذا المجال.
ولأن تربية النحل اساسية ومهمة لابناء البترون، تحرك المركز الزراعي في البترون ودعا الى دورة تدريبية للنحالين المحترفين حول تربية ملكات النحل ومنتجات الخلية برعاية بلدية عبرين في قاعة المحاضرات في البلدية نظمتها مصلحة الابحاث العلمية في اطار مشروع دعم المجتمعات المضيفة المنفذ من الأمم المتحدة والممول من السفارة الهولندية.