نورما تقسو على البترون ساحلا ووسطا وجردا... لميا شديد

تفوقت ″نورما″ بقساوتها وشراستها على سابقاتها واسلافها من العواصف بحيث لم يتعود البترونيون على هذه القساوة من فصل الشتاء أقله على الجيل الجديد الذي لا يتذكر طقسا ماطرا ومثلجا وباردا كالضيفة ″نورما″ التي حلت بكل قوتها على منطقة البترون من الساحل الى الوسط وصولا الى أعالي منطقة البترون.

عواصف ورياح شديدة اقتلعت اشجار الميلاد والزينة في بعض القرى وحوّلت الطرق الى بحيرات مياه وسيول اجتاحت كل الاماكن ولم تجد لها حدودا تردعها عن هجمة جنونية. كما تسببت العاصفة بتعرض خط المياه الرئيسي في منطقة كفرحلدا ـ الشقعة لعطل ادى الى انقطاع المياه كليا عن القسم الاكبر من منطقة البترون الوسطى والساحلية على ان يصار الى إصلاح العطل فور انحسار العاصفة.

طرق أقفلتها الصخور والانزلاقات والانهيارت استدعت حالة استنفار من البلديات والاجهزة المختصة ومعها وزارة الاشغال العامة والنقل منعا لاقفال اي طريق او معبر او مسلك أمام المواطنين. الا ان الطريق البحري القديم تعرض لأكثر من انهيار صخري وترابي من الجبل المحاذي له عند جبل الشقعة في حامات وعملت جرافات وزارة الاشغال العامة والنقل وورش بلدية حامات بشكل متواصل على رفع الصخور التي بلغ حجم بعضها حجم حمولة شاحنتين واستقرت في مياه البحر. هذه الانهيارات تكررت وبأوقات مختلفة حولت معها الطريق الى معبر خطر وحذر. كما تسببت السيول والامطار الغزيرة بتصدع جدران الدعم على المسلك الغربي للاوتوستراد الذي شهد انهيارات بالجملة ما استدعى اتخاذ وزارة الاشغال مبادرة بتخصيص جرافة ووضعها بالتصرف للعمل على متابعة وضع الاوتوستراد وتفادي اقفاله امام السيارات. الا ان هذا لا يعني ان الخطر زال عن العابرين للمسلك الغربي المعرض في اي لحظة لانهيار جديد لاسيما أنها ليست المرة الاولى وقد سبق وشهد انهيارات في السنوات السابقة.

وفي هذا الاطار دعا عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي سعد ″الاجهزة المعنية الى اقفال الطريق البحرية القديمة في حامات عند النفق والتي لا زالت تشهد انهيارات في التربة والصخور ما يشكل خطرا على المواطنين″.

كما تمنى ″على المسؤولين اقفال المسلك الغربي للاوتوستراد عند النفق وتحويل السير الى المسلك الشرقي في الاتجاهين نظرا للتصدع الحاصل في جدران الدعم على جانب المسلك الغربي والتي قد تنزلق في أي لحظة وتتسبب بكارثة نحن بغنى عنها″.

وحيال الوضع على الاوتوستراد طلب محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا من جميع المواطنين توخي الحذر والحيطة عند سلوك الطريق والسير باتجاه اقصى اليسار تفاديا لخطر وقوع الاتربة والصخور، ريثما يتم اقفال الطريق خلال الساعات القليلة المقلبة.

واكد نهرا انه سيصار الى تجهيز المسلك الشرقي واستعماله بالاتجاهين من والى بيروت حتى الانتهاء من صيانة جدران الدعم.

ومن الطرق الى مرافىء الصيادين حيث قام صيادو البترون برفع مراكبهم قبل ايام من وصول ″نورما″ الى حرم الميناء، والمراكب التي بقيت داخل المرفأ تم تثبيتها بأحزمة منعا لحصول اي اضرار فيها. وكان رؤساء موانىء الصيد والمنتجعات السياحية شددوا على وجوب ابلاغ اصحاب زوارق الصيد والنزهة اخذ الحيطة والحذر وتجنب الابحار بالزوارق والمراكب الصغيرة غير المجهزة لتحمّل حالات البحر المرتفع والظروف النوئية الصعبة.

والى الجرد البتروني والى تنورين وجردها ومحميتها حيث استغل ابناء تنورين وضيوفهم العاصفة وتمتعوا بجمال الثوب الابيض الذي ارتده ارزاتها، ويروي الشدياق يوسف رامي فاضل الذي قصد امس محمية غابة ارز تنورين برفقة صديقه القادم من اسبانيا سيرا على الاقدام: “انطلقنا من تنورين الفوقا الى المحمية حيث المسافة تبلغ 15 كلم وكانت سماكة الثلوج في تنورين الفوقا 40 سم وصلنا الى المحمية وجدنا السماكة مترا ونصف المتر على ارتفاع 1900 مترا عن سطح البحر، واليوم مشينا في المحمية تخطت السماكة المترين والمترين ونصف المتر الا ان الرياح كانت شديدة بحيث وجدنا اكواما من الثلج تجاوزت الخمسة امتار. استمتعنا ورفيقي الاسباني بهذه الرحلة ونحن تعودنا على هذا الطقس المثلج منذ الصغر، وفوجئنا بهذه النقمة على العاصفة في حين هي نعمة علينا وعلى طبيعتنا وعلى مصادر المياه لافتا الى اننا ″اطلقنا سلسلة نشاطات بيئية ورياضية تحت عنوان ″البرية حرية″ بالاضافة الى استضافة سياح اجانب وخصوصا من اسبانيا في كل المواسم والفصول يشاركون في نشاطاتنا.″

وعند مدخل المحمية عائلة تعيش صيفا شتاء وتملك محلا يقدم الخدمات الشتوية والصيفية على اختلافها وادوات التزلج.