لطالما شكلت طرابلس ملاذا للفقراء الوافدين اليها من مختلف اقضية الشمال، ومؤخرا من النازحين السوريين الذين اضيفوا الى فقراء المدينة من اهلها والقادمين اليها ويعيشون في ما بات يطلق عليه احزمة البؤس التي تزنر طرابلس من مختلف جوانبها.
كثيرة هي الارقام التي يتم تداولها من منظمات دولية عن حجم الفقر في المدينة التي كانت حصدت قبل فترة لقب افقر مدينة على ساحل البحر المتوسط، ويعيش فيها مئات الالاف من طرابلسيين ووافدين من عكار والضنية والمنية ونازحين سوريين.
غالبية فقراء المدينة يعيشون في مناطقها الشعبية وفي احزمة البؤس مع بعض الوافدين الذين يعيشون في مقبرة الغرباء، وقد ضاعف ذلك من سوء أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية والتوترات الامنية التي عاشتها المدينة وساهمت مع غياب مشاريع الدولة في رفع منسوب الفقراء وزيادة اعداد العاطلين عن العمل.
ولأن طرابلس لم تبخل يوما في احتضان الوافدين، انطلقت فيها قبل فترة مبادرات فردية بدأت تتسع في ازقتها واحيائها على نحو مضطرد، وتقوم على تأمين الاطعمة مجانا للمحتاجين.
المبادرة التي كسرت طوق طرابلس ووصلت الى مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين ومنطقة المنية، ومن المتوقع ان تطال مناطق اخرى، تقوم على وضع برادات لحفظ الاطعمة في الطرقات مهمتها استقبال المحسنين لوضع ما يتيسر عندهم من اطعمة وخضار وفواكه ومعلبات وخبر، لكي يتنسى للمحتاج الحصول على طلبه من دون رقابة او تصوير فوتوغرافي او تدوين للاسماء.
هذه المبادرة التي انطلقت في براد واحد سرعان ما اجتاحت العديد من الاحياء وهي في طور التنامي مع تزايد الدعوات الى اهل الخير بالتبرع بالاطعمة حصرا من دون مال، والتاكيد عليهم عبر ملصقات باحضار الاطعمة الصالحة التي ياكلونها او تلك التي تفيض عن حاجتهم في المطاعم، حيث يلاحظ في البرادات علب فيها اطعمة باسماء مطاعم، ما يؤكد على حالة التجاوب الكبيرة مع هذه المبادرات التي تعكس حالة التضامن الاجتماعي في هذه المدينة التي ما تزال بعض احياءها تحرص في شهر رمضان على تبادل “السكبة” وهي عبارة عن اطعمة تنقل من بيت الى بيت بين الجيران.
مواضيع ذات صلة:
-
عام 2019 سيشهد اكبر عملية عودة للنازحين.. من سيساهم في تمويلها؟… عمر ابراهيم
-
إقتصاد طرابلس يشهد ركودا مرعبا.. وجيش العاطلين الى إزدياد… عمر ابراهيم
-
طرابلس تكفر بالدولة… عمر ابراهيم