مشهدية كاملة متكاملة قام بصياغتها القيمون على برنامج عادل كرم الجديد ″بيت الكل″.
لا شك أنه من الصعب متابعة برنامج بشكل متواصل لمدة ساعتين دون أن تكل أو تمل، ودون أن تضع يدك على الريموت كونترول منتظرا ضيفا ثقيلا في إحدى فقراته، أو موضوعا غير جذاب لتنقل نهائيا أو مؤقتا إلى قناة أخرى.
فاﻹسم حكاية في الواقع اللبناني ″بيت الكل″ فقد ″كلّ″ قلب اللبنانيين من خي وبي وعم وإم وصهر وجار الكل، ليأتي بيت يجمع بالفن وبالفكاهة وبالجمال الكل.
أما فورما أو شكل وفقرات البرنامج، فقد مرت بسهولة ولين على المشاهد ولعل السبب الرئيسي هو المشهدية أو المسرحية الفكاهية المتواصلة التي إخترقت الرتابة في المقابلات المماثلة في برامج سابقة على نفس القناة او على قنوات أخرى وهي تحتاج إلى إعداد مضن في كل حلقة وتضع عبئأ كبيرا على فريق الإعداد. هذه المشهدية وإن كان عادل كرم بخبرته وسرعة بديهته هو عصبها الأساسي، لكن عفوية وشقاوة أديل جمال الدين وألفتها مع الكاميرا وإعدادها المتميز للمحتوى، وحرتقات عباس وثورته الداخلية على مورثاته وشخصيته المحببة بالاضافة إلى الفرقة الموسيقية وشخصياتها المنوعة؛ تركيبة وتوليفة جعلت بيت الكل ينتشر في بيوت المشاهدين ويرافق سهرتهم هينا سريع الذوبان، بعد يوم عناء جديد من أيام الكل ليساهم في الترفيه عنهم في نهاية أسبوعهم.
لكن لا بد أن يتنبه منتجو البرنامج الى أن الديكور كان بحاجة لدراسة أكثر وأعمق لسيكولوجيا وطبيعة البيوت اللبنانية، التي في أغلبها لا تشبه بيت الكرم بيت الكل، مع حداثته واختياراته المحببة والبسيطة، لكن لا بد من محاكاته أكثر للبيوت اللبنانية وبالاخص الطبقة الوسطى في المجتمع اللبناني الذي بدأت تغيب عنه هذه الطبقة فليشاركنا برنامج بيت الكل في إعادتها للذهنية على الأقل.
وهنا سؤال يطرح نفسه هل سيستطيع أي برنامج آخر أن يجري مقابلات فنية وموضوعات منوعة بهذه السلاسة والبساطة؟ هل سيعود برنامج ″حديث البلد″ البرنامج يلي بيحكي كل شي عن كل شي إلى الشاشة، أم أن ″بيت الكل″ سيكون حديث البلد في حلقاته القادم.