من المنتظر أن يلجأ الرئيس المكلف سعد الحريري اليوم الى التصعيد، ردا على المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم السبت الفائت بشأن الحكومة والشرط الذي وضعه لتسهيل ولادتها وهو تمثيل ″اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين″.
يقول مقربون من بيت الوسط: إن الرئيس الحريري لا يملك اليوم سوى التصعيد، حفاظا على ماء وجهه محليا وإقليميا، وفي الشارع الذي يشهد تعبئة عامة تضامنا معه، ما يشير الى أن إستمرار معركة السقوف المرتفعة ستغلق كل الآفاق أمام تشكيل الحكومة، إلا إذا نجح الوزير جبران باسيل في المهمة التي أوكلها إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لايجاد مخرج لائق للعقدة السنية وفق قاعدة ″لا غالب ولا مغلوب″.
يشير هؤلاء الى أن الحل الوحيد اليوم الذي يمكن أن يقبل به الحريري ويساهم في تشكيل الحكومة في غضون 24 ساعة، هو أن يصار الى توزير شخصية سنية من 8 آذار يرضى عنها نواب ″اللقاء التشاوري″ وتكون من حصة رئيس الجمهورية، وما دون ذلك يُعتبر إنكسارا للرئيس المكلف، وكأنه يطلق النار على نفسه ما يعني إنتهائه سياسيا.
لكن هذه الصيغة يرفضها النواب السنة جملة وتفصيلا، حيث تقول مصادر ″اللقاء التشاوري″: إن الأزمة ليست عندنا، بل هي لدى الرئيس المكلف الذي يتحمل المسؤولية، وهو وضع نفسه في مأزق، وعليه أن يجد السبيل للخروج منه، فنحن نريد أن يتمثل اللقاء في الحكومة بنائب من النواب الستة، وإذا كان الحريري يعتبر أن توزيرنا هو إنتحار بالنسبة له، فنحن نعتبر أن عدم تمثيلنا هو إنتحار بالنسبة لنا وبمثابة إلغاء لأصوات شريحة واسعة من الطائفة السنية منحتنا ثقتها وعلينا أن نحفظ هذه الثقة ونكون أمناء عليها.
في غضون ذلك، يعترف كثيرون أن الوزير جبران باسيل يقوم منذ أيام بمجهود كبير من أجل إيجاد حل للعقدة السنية، وقد إغتنم باسيل فرصة الجلسة النيابية التشريعية لتكثيف مشاوراته حيث إلتقى الرئيس نبيه بري والرئيس الحريري، والنائب فيصل كرامي، حيث تشير معلومات الى أن باسيل طرح سلسلة من المخارج والحلول لكنها حتى الآن لم تلق القبول لدى المعنيين.
وتقول مصادر سياسية مطلعة: إن اللقاء بين باسيل وكرامي كان إيجابيا جدا، وأن ثمة إتصالات جدية تهدف الى حل هذه العقدة ضمن الاطار الذي يرضي اللقاء التشاوري وحليفه حزب الله.
وتضيف هذه المصادر: إن اللقاء التشاوري لا يريد لرئيس الحكومة المكلف أن ينكسر، وهو يحرص على الحفاظ على ماء وجهه وعلى هيبة موقعه، واللقاء يريد أن يدخل الى حكومة برئاسة الحريري وأن يتعاون معه على كل صعيد، ولا أحد يريد تحويل الأزمة الى شخصية، لكن إذا كان الحريري يريد أن يحولها الى شخصية وأن يرفع السقف لكسب المزيد من الشعبية والعطف في الشارع السني فهذا شأنه، واللقاء التشاوري سيجد نفسه مجبرا على المواجهة والحفاظ على تمثيل الشريحة التي يمثلها.
يبدو واضحا، أن الجميع ينتظر نتائج المساعي التي يبذلها الوزير جبران باسيل، فهل سيكتب لمجهوده النجاح وتبصر الحكومة النور في وقت قريب جدا، ويكون بذلك قد رفع من رصيده وطنيا للمرحلة المقبلة، أم أن هذه العقدة ستكون عصية على وزير الخارجية، فتدخل البلاد في حال من المراوحة القاتلة سياسيا وإقتصاديا وربما أمنيا في ظل إرتفاع نبرة التحدي والتحريض بين حزب الله وتيار المستقبل..