تكهنات كثيرة سرت في مختلف الأوساط السّياسية والإعلامية، حول ما يمكن أن يقوله الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري اليوم، بعد إعلان مكتبه الإعلامي عن نيته عقد مؤتمر صحافي في بيت الوسط بعد الظهر، سيتناول فيه آخر المستجدات السياسية، خصوصاً ما يتعلق منها بتأليف الحكومة.
ونبع إهتمام الأوساط السّياسية والإعلامية والمراقبين الواسع بالمؤتمر الصحافي المنتظر بعد ساعات للحريري، أنه الأول له الذي سيعقده منذ تكليفه تأليف الحكومة منذ أكثر من خمسة أشهر ونيف، في 24 أيار الماضي، وأنه أعلن عن نيّته عقده بعد وقت قليل من الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مناسبة يوم الشهيد يوم السبت الماضي، ما يعني أن لدى الحريري ما سيقوله بما يخص تأليف الحكومة، وفي ردّه على خطاب نصر الله، الذي وضع شرطاً للسير بعملية تأليف الحكومة، وهو قبول الحريري بمشاركة النواب السنّة المستقلين الستة في حكومته المرتقبة، وإلا لا حكومة.
ماذا سيقول الحريري اليوم؟ المعلومات التي تسرّبت حول ما سيدلي به من مواقف كانت قليلة جداً، ولكن التكهنات توزّعت على عدّة نقاط، أبرزها:
أولاً: أن يطرح تسوية لمعالجة العقدة السنّية التي حالت دون أن تبصر الحكومة النور، بعد معالجة العقدتين المسيحية والدرزية. ومع أن التسوية التي قد يطرحها الحريري ليست واضحة بعد، فإنها سوف تبعد الكرة من ملعبه إلى ملاعب الآخرين، وعلى رأسهم حزب الله وحلفائه، وبدرجة أقل رئيس الجمهورية ميشال عون، ويبعد عن الحريري تهمة أنه برفضه توزير أحد النواب السنّة المستقلين الستة يعرقل تأليف الحكومة.
ثانياً: لا يتوقع أن يعلن الحريري قبوله توزير أحد النوّاب السنّة المستقلين الستّة في حكومته، لأنه سيبدو بمثابة إنكسار له، و″انتحار سياسي″ كما سبق ونقل عنه، لكن إحتمالاً ضيئلاً يلوح في الأفق يكمن في إمكانية إقدام الحريري على هكذا خطوة، من أجل ″مصلحة لبنان″ بالدرجة الأولى، لأن أي تأخير في تشكيلها سيضاعف من أزمات البلد الإقتصادية، وإن إقدام الحريري على خطوة من هذا النوع ستعتبر بنظر كثيرين تضحية وخطوة شجاعة منه.
ثالثاً: من المستبعد نهائياً أن يُقدّم الحريري إعتذاره عن تأليف الحكومة، وإن كان هذا الإحتمال قائماً على الورق، لأسباب كثيرة، من أبرزها أن إقدامه على هكذا قرار سيعني قلبه الطاولة في وجه الجميع، والذهاب بالبلد إلى المجهول، لأن احتمال تكليف الحريري مرة ثانية أمر تاليف الحكومة غير مضمون، ولأن تكليف سواه سيعني إعادة أجواء عام 2010 مرة جديدة، وتفجير الوضع في البلد مجدداً.
رابعاً: ترجّح بعض الأوساط أن يُصعّد الحريري مواقفه، سواء لجهة رفضه توزير أحد النواب السنّة المستقلين الستّة، أو في ردّه على كلام نصر الله، وهو تصعيد يتوقع أن يكون مدروساً، أي أن لا يذهب به الحريري إلى الآخر، بل هو تصعيد سيستبق التوصل إلى تسوية تحفظ ماء وجه الجميع، بمن فيهم الحريري نفسه، ولأن اللبنانيين إعتادوا أن لا تحصل أي تسوية عندهم إلا على الساخن.
خامساً: لا يبدو مستبعداً برأي مراقبين أن يلغي الحريري مؤتمره الصحافي في آخر لحظة، إفساحاً في المجال أمام إيجاد مخرج للأزمة، والتوصل إلى تسوية مقبولة، وهو إلغاء سيأتي بلا شك نزولاً عند رغبة مرجعيات عديدة في البلد، فهو بعد لقائه أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري، سرت معلومات أنه قد يزور قصر بعبدا قبل مؤتمره الصحافي المرتقب.
أي التكهنات ـ الإحتمالات الخمسة هو الأكثر ترجيحاً؟ ساعات قليلة ويتضح كل شيء.