أثناء توقف وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس والنائب فيصل كرامي في منزل النائب جهاد الصمد في في بلدة بخعون ـ الضنية، يوم أول من أمس السبت، قبل توجههم إلى بلدة بقاعصفرين لتدشين ″طريق الرئيس عمر عبد الحميد كرامي″ التي تربط البلدة مع جرد النجاص في أعالي جرود الضنية، سئل فنيانوس على مسمع من كرامي والصمد، عما إذا كانت الطريق أمام تأليف الحكومة معبدة، أم يوجد فيها حفر ومطبات، فرد وزير الأشغال بالقول متفائلاً: ″إن شاء الله قريباً″، لكن كرامي تدخل وقال: ″لقد جئنا بالزفت، وجلبنا المحدلة، وإن شاء الله سوف نزفت ولو على العظم″.
هذه الأجواء التي سبقت الإحتفال الذي أقيم بالمناسبة، عكست توجه نواب اللقاء التشاوري للنواب السنّة المستقلين، وحلفائهم، بما يتعلق بتشكيل الحكومة وتمسكهم بمشاركتهم فيها برغم رفض الرئيس المكلف سعد الحريري ذلك، ومهدت لمواقف نارية أطلقها كرامي والصمد في اتجاه الحريري وسواه، واستبقت بساعات قليلة موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي أكد تمسكه بمشاركة النواب السنّة الستّة في الحكومة، ورفضه تشكيل الحكومة من دونهم، ولو تأجل التأليف وطال أمده.
لكن تدشين الطريق لم يكن مجرد مشروع إنمائي جرى الإحتفال به، إنما تضمنت المواقف التي أطلقت خلال الإحتفال رسائل متعددة الإتجاهات، من أبرزها:
أولاً: شنّ كرامي هجوماً قاسياً على الحريري، غامزاً من قناة أن من ينتقدنا ويهاجمنا في السياسة، ويحرض علينا، هواة ومبتدئين، وهذا لا يجدي نفعاً، لأننا أبناء مسيرة سياسية عمرها من عمر لبنان، بينما من يهاجمنا طارىء على لبنان والحياة السياسية فيه.
ثانياً: أوضح كرامي أن العقدة السنية هي لمن أرادها كذلك، وهي عند الرئيس المكلف وليست عندنا، معتبراً أن رفض توزير سني مستقل تبين أنه بعدما تسبب خلخلة توزيع وتقاسم حصص وزارية، ومؤكداً باللغة العامية وعلى طريقته: ″حقنا بدنا ناخده، بدنا ناخده″.
ثالثاً: رد كرامي على الإتهامات التي تقول إن النواب السنة المستقلين هم نواب حزب الله، وسنة 8 آذار، فقال إن حزب الله هو حليف لنا في خندق المقاومة الموجودين فيه منذ الأيام الأولى لولادة لبنان، وسأل الحريري: ″كيف تصفنا بأننا سنة 8 اذار وأنت تشكل حكومة فيها 17 وزيراً من فريق 8 آذار، من شيعة ومسيحيين ودروز، فلماذا نحن فقط من المحرمات، وهل تظن أنك السنّي الوحيد الحاكم بأمر الطائفة″.
رابعاً: أكد الصمد تمسّك النواب السنّة المستقلين بمشاركتهم في الحكومة، وأنهم يرفضون إلغاء أحد أو أن يلغيهم أحد، وأن تمثلينا لا يجوز أن يكون سبباً في انتحار أحد، في إشارة إلى كلام الحريري من أن توزير أحد النواب السنّة المستقلين هو إنتحار سياسي له.
خامساً: هاجم الصمد وزير الخارجية جبران باسيل بشدة، رافضاً مسعاه للحصول على 11 وزيراً في الحكومة تمكّنه من مشاركة رئيس الحكومة صلاحياته، ومعتبراً كلامه بأن العقدة باتت سنية ـ شيعية بأنه كلام تحريضي وفتنوي، وأن “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها”، وهو هجوم رفع سقف الشروط والمواقف، وجاء قبل لقاء مفترض للنواب السنّة المستقلين مع باسيل، الذي أوكل إليه رئيس الجمهورية ميشال عون مهمة إيجاد مخرج لتوزيرهم، بعد لقائه النواب السنّة المستقلين قبل أيام في قصر بعبدا.
سادساً: دعم الوزير فنيانوس، ومن خلفه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مطالب النواب السنة المستقلين بالمشاركة في الحكومة، التي رآها ″محقة″، مجدداً موقفاً مبدئياً بما يمثل لدعم حلفائه، الذين تلقوا جرعة دعم قوية وإضافية بعد موقف نصر الله الداعم لمشاركتهم بالحكومة، ورافعاً جداراً عالياً بات يصعب على الحريري القفز فوقه أو تجاهله.