هل يكون الضغط باغراق المشتركين بالعتمة؟ سؤال موجه لجميع مالكي ومشغلي المولدات الكهربائية في لبنان.. وهل المواطن هو من فرض عليهم تركيب العدادات؟ واذا كان لديهم اي اعتراض فلماذا تكون فشة الخلق بالحلقة الاضعف وهي المواطن الذي يدفع فاتورة لهم واخرى للدولة كي يدرس اولاده على نور الكهرباء لا على ضوء الشمعة؟.
″قرار ليس في موضعه″، اقل ما يمكن ان يقال عن اللفتة الاحتجاجية التي نظمها تجمع مالكي المولدات الخاصة في لبنان اعتراضا على المعاملات التي تعرضوا لها والتي اسموها المهينة وتمس الكرامات، قرار دفع المواطن ثمنه ساعتي من الظلمة لعن فيهما الدولة والوزارات واصحاب المولدات ومعهم الساعة التي ولد فيها في بلد بدل ان يهتم فيه المعنيون بتأمين الكهرباء كابسط الحقوق يذهبون الى تشريع عمل اصحاب المولدات الذين في الاساس لولاهم ولولا وجودهم لكانت العتمة غمرت الاحياء والبلدات والمدن لاكثر من 12 ساعة يوميا، والذين تواجدوا بفعل غياب الحل الجذري لازمة الكهرباء من قبل الوزارات المتعاقبة.
″ردونا عالشمعة″ عبارة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي التي ضجت استنكارا لانقطاع الكهرباء، ومعها توالت التعليقات التي لم توفر احدا لا العهد ولا وزارتي الطاقة والاقتصاد ولا اصحاب المولدات فمن ″عهد الظلام″ الى ″العهد خلصو كازاتو″ الى ″مافيا المولدات″ عبر المواطنون عن وجعهم وقرفهم من ازمة لم تجد حلا لها لا بالبواخر ولا بغير البواخر، ويبدو ان حلها بات مستعصيا وعلينا الانتظار ربما لسنوات كي ننعم بالكهرباء الشرعية 24 على 24 ساعة.
وسط هذه المعمعة ووسط العتمة التي لفت معظم البلد لساعتين انبرى احد اصحاب المولدات وقرر عدم الالتزام بقرار تجمع مالكي المولدات واستمر بالتغذية كاتبا على موقعه على الفايسبوك:″لن نلتزم بقطع الكهرباء عن أهلنا، لاننا لسنا الدولة لنقطعها ولا نسأل. المشتركون ليسوا زبائن انهم أهلي وجيراني واصحابي واعمامي وأخوالي واولاد الحي، فكيف أقطعها عن العائلات والناس مغلوبة ومحتاجة. لن ألتزم بأي قرار يضر بأهلي مهما كانت مبرراته ولو مصلحتي فيه.أليس من المعيب ان اجلس في المقهى وانظر في عيون صديق وانا اقطع الكهرباء عن عائلته. ليست من شيمنا ولا تقالدينا ان نساهم بإذلال ابن منطقتنا. لذلك قراري كان عدم الالتزام بقطع الاشتراك عن الناس″.لست من المشتركين مع صاحب هذا المولد ولا اعرفه حتى، ولكن لا بد من رفع القبعة له كما رفعها معظم الناشطين على الفايسبوك مع الثناء على موقفه، وعسى ان تشعر الدولة مثله باننا اهلها واولادها واصحابها وانه من حقنا ان ننعم بالكهرباء وتذهب الى حل هذه الازمة قبل ان نقول ″اللي استحوا ماتوا″.