تزداد المخاوف لدى الطرابلسيين ومعهم ابناء المنية والضنية ومحافظة عكار من امكانية انتقال ازمة تشكيل الحكومة الى الشارع السني، بعدما كانوا تنفسوا الصعداء مع بداية الازمة بانحسار الخلاف على توزيع المقاعد الوزارية بين مكونات سياسية أخرى لا تمت الى شارعهم بصلة.
خوف بدأ يتنامى تدريجيا في هذا الشارع بعد حل كل العقد التي كانت تحول دون تشكيل الحكومة العتيدة وبقاء عقدة ″المعارضة السنية″، التي تحظى بدعم مباشر من حزب الله وحلفاء له، الامر الذي ساهم في رفع منسوب الخوف وضاعف منه عودة الخطاب المذهبي وعدة ″الشغل القديمة″ المتمثلة برفع الصور واللافتات وتسيير المواكب من قبل تيار المستقبل، فضلا عن ″المعارك″ المفتوحة على جبهات التواصل الاجتماعي بين مناصرين ″للمستقبل″ ومعارضين لهم وتحديدا انصار النائب فيصل كرامي.
تشهد هذه المناطق منذ انحسار ازمة تشكيل الحكومة بين تيار المستقبل والمعارضة السنية حركة ناشطة على صعيد رفع صور الرئيس سعد الحريري واللافتات المؤيدة له فضلا عن انطلاق بعض المواكب السيارة التي تبث الاغاني المؤيدة للرئيس الحريري، في مشهد اعاد الى الاذهان فترة الانقسام السياسي الذي كان سائدا بين “المستقبل” وخصومه في فريق 8 اذار والذي ادى حينها الى جولات عنف وتوترات في بعض المناطق الشمالية لا سيما طرابلس.
واذا كانت الحملات الحاصلة حتى الان يتم وضعها في خانة التعبير عن الامتعاض الشعبي من قبل المناصرين للتيار ″الازرق″ الذين يعتبرون ان حزب الله يحاول فرض املاءاته على تشكيل الحكومة، الا ان الخوف من طول امد الازمة وامكانية استغلالها من قبل طابور خامس او خروج حالات الاعتراض والتأييد عن السيطرة وتحولها الى صدامات في الشارع خصوصا وان رأس الحربة في طرابلس فيصل كرامي ما يزال مناصروه يواجهون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وينأون بانفسهم عن الشارع على غرار مناصري النائب جهاد الصمد في الضنية، في ما بدا على انها توجيهات غير معلنة بضرورة اخلاء الشارع والانكفاء منعا لحصول اية مواجهات او صدامات مباشرة.
ويرى البعض ان حملات التجييش التي يعتمدها ″تيار المستقبل″ في الشارع هي مشروعة في ظل ما يتعرض له الرئيس سعد الحريري من حصار وعرقلة على صعيد تشكيل الحكومة، مؤكدين ان ما يحصل هو في سياق التعبير الديمقراطي ولا يندرج في خانة التحريض او السعي الى الفتنة.
لكن تجربة اللجوء الى الشارع سابقا لم تكن موفقة في طرابلس ومحيطها حيث ما تزال تداعياتها ماثلة للعيان بعدما تحولت حينذاك الى مواجهات دموية، وان كان البعض يراهن على حكمة ابناء المدينة وبقية المناطق الذين يبدو ان تفاعلهم واندفاعهم ما زال خجولا مع ما يحصل وان ردات فعلهم على تأخر تشكيل الحكومة لم يكن بحجم المفروض في حالات سابقة، حيث يؤكد مطلعون ان التحريض المذهبي لم يعد ينطلي على شريحة كبيرة دفعت الثمن سابقا وتحولت الى قرابين للتسويات السياسية التي اعادت حزب الله وتيار المستقبل الى حكومة واحدة، فضلا عن الازمات الاقتصادية والمعيشية التي يرزح تحت عبئها هؤلاء.