الإستياء كان بادياً بوضوح على النائب فيصل كرامي، يوم أمس، قبل وإثناء وبعد المؤتمر الصحافي الذي عقده في منزله بطرابلس، الذي عبّر فيه عن عدم رضاه على تطيير جلسة مجلس النواب، يوم أول من أمس، بما حال دون إقرار قرض البنك الإسلامي للتنمية المخصص لتأهيل وتوسعة مرفأ طرابلس، والذي تبلغ قيمته 86 مليون دولار.
إستياء ″أفندي طرابلس″ إنطلق من رفضه ″هيمنة″ الكبار على الحياة السياسية في لبنان، وإلغائهم أي دور للآخرين. يقول: ″هل يُعقل أن يتفق ثلاثة أو أربعة أشخاص لتمشي الأمور، فيتجاوزون البقية، ويتجاهلون الناس ووجعهم″.
لا يخفي كرامي أنه استشعر وجود نيّة لتطيير الجلسة المسائية، أول من أمس، مشيراً إلى أن ″زملاء في المجلس همسوا لي بأنهم سوف يمرّرون 16 بنداً، أي حتى إقرار البنود المتعلقة بما يعرف بقروض مؤتمر ″سيدر″، وبعدها سيُطيّرون الجلسة، وللأسف هذا ما حصل″.
وعندما يُسأل كرامي عن سبب عدم وجود بند قرض مرفأ طرابلس في رأس جدول أعمال الجلسة التشريعية، وليس وضعه في مرتبة متأخرة، من باب الإحتياط، يلفت إلى أن ″القرض لم يقرّ في اللجان إلا صبيحة يوم الجلسة، بعدما أقرته لجنة الخارجية والمغتربين بتسهيل من الرئيس نبيه بري، وإن وضع البند على جدول أعمال الجلسة إعتبرناه إنجازاً″.
يوضح كرامي أن ″القرض ما يزال موجوداً ولم يتم إلغاؤه، وفي أول جلسة تشريعية مقبلة للمجلس النيابي سنحرص على أن يكون أول بند على جدول أعمالها كي يتم إقراره”، لكنه في المقابل لا يبدي تفاؤلاً بعقد جلسة قريبة للمجلس النيابي “لا في تشرين ولا في غيره، إلا إذا شكلت الحكومة، أو في حال أرادوا إقرار بنود تشريعية أخرى تتعلق بمؤتمر سيدر″.
كرامي الذي لم يغفل الإشادة بزميله في كتلة الكرامة الوطنية النائب جهاد الصمد، وعضوي كتلة الوسط المستقل (العزم) علي درويش ونقولا نحاس، لحضورهم الجلسات ودفاعهم عن مشاريع طرابلس والشمال، يبدي عتبه على بقية نواب طرابلس، ويُسمّي نواب تيار المستقبل الذين لم يحضروا لا في جلسة لجنة الخارجية والمغتربين ولا في الجلسة العامة من أجل دعم إقرار بند القرض المخصص لمرفأ طرابلس، ويسأل: ″إذا لم يحضروا في هذه الظروف فمتى يحضرون؟″.
وبما يتعلق بتأليف الحكومة، يُرجّح كرامي أنها ″لن تتألف قريباً″، أما عن موعد شهر تشرين الثاني المقبل الذي ضربه كموعد محتمل لتأليف الحكومة، فيوضح أن ″البعض في لبنان يراهن على فرض الولايات المتحدة عقوبات على إيران، وعلى ضوئها سيتحركون، إما تصعيداً أو ميلاً نحو التهدئة والتسوية″.
وحول الوضع في الولايات المتحدة الأميركية، ينفي كرامي أن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وضع صعب، ″لأن الإقتصاد هناك في تحسّن والبطالة في تراجع، وهو يحظى في بلاده بتأييد واسع، خصوصاً بما يتعلق بسياسته الخارجية التي يفرض فيها “خوات” و”جزية” ليس على دول عربية فقط، بل على دول حليفة وجارة لبلاده مثل كندا والمكسيك″.
وعندما سئل كرامي عن علاقته بالرئيس المكلف سعد الحريري، وهل إذا كان هناك تواصل بينهما، يردّ قائلاً: ″لا يوجد أي تواصل، باستثناء أنه اتصل بي ليعزيني بوفاة عمتي منذ أيام قليلة″.
يبقى أن يوم أمس لم يكن يوماً عادياً بالنسبة لكرامي، أقله على الصعيد الشخصي، ففيه احتفل ببلوغه سن الـ47، مع الصحافيين الذين حضروا مؤتمره الصحافي، وقطع معهم قالب حلوى. وعندما مازحه أحد الزملاء قائلاً: “إن شاء الله نراك في سن الخمسين رئيساً للحكومة”، ردً الإفندي قائلاً وهو يبتسم: ″ليش بدك تأخرني كل هالوقت″.