بدأت التداعيات السلبية لتمديد ولاية الشيخ مالك الشعار في إفتاء طرابلس ترخي بثقلها على المدينة، وتترجم مواقف عالية النبرة وربما غير مسبوقة في التخاطب بين بعض القيادات السياسية والدينية وبين المفتي الذي بدل أن يسارع الى فتح صفحة جديدة مع كل المكونات الطرابلسية لطيّ صفحة الماضي، لجأ الى الاستقواء بالتمديد والى تصفية الحسابات مع بعض المشايخ المعارضين له بعزلهم من مواقعهم، فضلا عن حرصه على مدح نفسه أمام زواره بطريقة لا تليق بموقع الافتاء، وإتهام قيادات طرابلس السياسية بأنها تحرص على أن يكون المفتي ورئيس البلدية تابعين لها.
منذ صدور قرار التمديد له، والشعار يحاول إستفزاز القيادات السياسية في المدينة بشتى الطرق، سواء باللعب على التناقضات السياسية والعائلية، أو بضرب العلاقات بين بعض القيادات وبين مفتي الجمهورية، أو بالتصريحات التي أطلق عنانها بعد صمت إستمر لأكثر من شهر، وصولا الى تماديه في الثناء على نفسه وعلى إستقلاليته أمام زواره، ومحاولته إقناعهم بأنه لا يتبع الى أي جهة سياسية، غامزا من قناة الرئيس الراحل عمر كرامي بالقول: ″الرئيس عمر كرامي رحمه الله أبدى زعله مني لأني لم أكن له، وقال (سماحة المفتي لم يعد لنا)″.
من المعروف أن فيصل كرامي كان ضد التمديد، وكانت علاقته سيئة جدا بالمفتي الشعار، وقد جاء موقفه بعد صدور قرار التمديد مفاجئا للجميع، كونه تعاطى معه بايجابية بالرغم من موقفه الشخصي من الشعار، وذلك إحتراما لموقع مفتي الجمهورية ولموقع مفتي طرابلس على حدّ سواء.
ويمكن القول أن موقف كرامي كان من شأنه أن يساهم في فتح صفحة جديدة مع الشعار لو عرف كيف يلاقيه أو أن يرد التحية له بأحسن منها، لكن يبدو أن الشعار لديه أجندته الخاصة القائمة على إستفزاز بعض قيادات المدينة وخصوصا النائب كرامي، من خلال الغمز من قناة والده الرئيس الرحل عمر كرامي، الأمر الذي أثار غضب “الأفندي” الذي رد على الشعار بشكل عنيف جدا وغير مسبوق.
وقال كرامي في رده: من حق سماحة المفتي مالك الشعار الممدّد له بشكل غير قانوني الذي يتربّع في موقع مفتي طرابلس ان يقول ما يحلو له مادحاً نفسه بما فيه وليس فيه، ولكن ليعلم سماحته ان التطاول على الرئيس عمر كرامي كان يمكن التغاضي عنه لو كان عمر كرامي على قيد الحياة، اذ ان ردة فعل الرئيس كرامي كانت على الارجح الترفّع عن الدخول في سجالات معه.
وأضاف: اني اليوم اؤكّد ان ما جاء على لسان المفتي الممدد له بشكل غير قانوني هو كذب وافتراء دون اي توصيف آخر، وان الرئيس كرامي كان يطلب دائماً منه ان يكون على مسافة واحدة من جميع التيارات السياسية في الطائفة السنية، وان يلعب الدور الذي يمليه عليه موقعه الروحي في الجمع لا التفريق، وان يرقى بنفسه عن ان يكون مفتاحاً انتخابياً لهذا الزعيم او ذاك، واني اتحدّى سماحة المفتي الممدد له بشكل غير قانوني في ان يسوق مثلاً واحداً او رواية واحدة او تصريحاً او خطاباً طلب فيهم الرئيس كرامي غير ذلك.
وتابع كرامي: اذا تمادى المفتي الممدد له بشكل غير قانوني في حفلة الكذب، فإننا سوف نعلن الأسباب الحقيقية بتفاصيلها الدقيقة مع الوثائق والشهود للقرار الذي اتخذه الرئيس كرامي في مقاطعته، وهي للأسف تفاصيل معيبة للشعار وللموقع الذي يحتله والذي لا نزال حريصين عليه.
وتجدر الاشارة الى اننا ارتضينا قبل ايام قرار سماحة مفتي الجمهورية التمديد للمفتي الشعار سنة واحدة في موقع افتاء طرابلس، ولا نخفي اننا غضضنا النظر عن قناعتنا بوجوب انهاء خدمته احتراماً لمفتي الجمهورية واحتراماً للموقع الذي نجلّه، وهو موقع مفتي طرابلس. ولكن ماذا بوسعنا ان نفعل اذا كان صاحب الموقع مصرّ على الاساءة المتواصلة لموقعه!؟.