باتت بلدة حدشيت في قضاء بشري تضم أطول مبخرة في العالم حيث تمتد هذه المبخرة من مشارف بلدة حدشيت لتصل الى وادي قاديشا وتحديداً دير الصليب ما يعني على امتداد 60 مترا ناهيك عن طول المبخرة الذي يبلغ تسعة امتار.
فكرة المبخرة الاطول وردت بهدف ابقاء البخور متصاعدا من دير الصليب في وادي قنوبين حيث المحابس والاديرة التي سكنها النساك والبطاركة والقديسين الى بلدة حدشيت مشكلا غطاء يشابه الغيوم فوق الوادي .
وقد تم رفع المبخرة بالتزامن مع عيد ارتفاع الصليب.
ويقول خادم الرعية الاب ميلاد الكورة لـ “سفير الشمال”: ان الفكرة وردت خلال زيارته الى اسبانيا حيث عاين مبخرة ضخمة اراد ان تكون هناك مبخرة مماثلة لها واكبر في المكان الذي يعتبر من اقدس الاماكن في لبنان بهدف ابقاء البخور متصاعدا اكراما للقديسين والاجداد الذين سكنوا الوادي وكانت مباخرهم تشكل سحابة من الدخان تلف الوادي باكمله، اما الهدف الثاني فهو لفت النظر لوادي حولات الذي يقع ضمن نطاق الوادي المقدس والتابع جغرافيا لوقف مار رومانوس وهو يضم اهم المحابس والمناسك والاديرة ومنها دير الصليب والقديسة شمونة ومار بهنام وغيرها .
ولفت الى انه في يوم عيد الصليب كان الاهالي يقصدون الوادي وما زالوا لاقامة القداديس في احدى هذه المحابس او المزارات، وهذه السنة ارادوا خلال القداس في دير الصليب إطلاق حدث مميز واعادة اطلاق البخور الذي كان قديما يطال كل المحابس والاديرة وينشر عبقه في الوادي والبلدات المجاورة من خلال الصوامع والمناسك والمحابس، فكانت المبخرة الضخمة والاطول والتي تتدلى من ارتفاع 1300 مترا من حدشيت وصولا الى الوادي الذي يرتفع 70 مترا فيما المبخرة بطول 60 مترا.
واكد الاب ميلاد ان المبخرة ستبقى معلقة طوال ايام السنة وسيتم تدعيمها وتثبيتها قبل بداية موسم الشتاء على امل ان يتم انزال مبخرة افضل واضخم في السنة المقبلة، كاشفا انه تم تصنيع هذه المبخرة من ادوات منزلية ويدويا من قبله مع مجموعة من الشباب في البلدة حيث تم استخدام دست كبير مع قاعدة من ادوات منزلية الى غطاء خابية النبيذ الى لوح حديد مع صليب استقدم من احد منازل البلدة ليشكل رأس المبخرة.
وعن الوقت الذي استغرقه العمل لفت الى انها لم تستلزم وقتا طويلا بل كانت حصيلة عمل لمدة ثلاثة ايام حيث عمل شباب ″حدشيت اكتفيتيز″ على تنفيذ الفكرة والمشروع ووضع المبخرة في مكانها الحالي.
وعن كيفية اشعال البخور يقول ان المهمة صعبة انما غير مستحيلة اذ اوصل الشباب المبخرة الى جانب صخرة يقف عليها من كلف باشعالها بعد تسلق منحدر صخري لوضع الفحم والبخور والحطب.
وختم الاب ميلاد بالاشارة الى ان اهمية الخطوة تندرج ضمن الاطار الديني والسياحي بهدف الاضاءة على وادي حدشيت المغيب عن الخارطة السياحية والذي يضم تراثا روحيا كبيرا ومن هذا التراث واهمه دير الصليب الذي هو من اهم الاديرة في الوادي وكان يضم مكتبة روحية نادرة بالاضافة الى جداريات مميزة.