بلا قفازات سياسية، وبكلام صريح وواضح لا يحمل تأويلات، أطلق النائبان فيصل كرامي وجهاد الصمد مواقف سياسية بالغة الدلالة من الضنية، مساء أول من أمس، في العشاء السنوي الذي أقامه الدكتور الدكتور اكرم غانم بمنزله في بلدة سير، في حضور اعضاء لائحة الكرامة الوطنية وفاعليات.
الكلام السياسي الذي أطلقه كرامي والصمد ينتظر له أن يشكل تداعيات في أكثر من إتجاه، وأن يستوقف أكثر من فريق سياسي، نظرا لما يمثله النائبان من وزن سياسي في طرابلس وفي الضنية، بعدما قالا في العلن كلاماً لا يجرؤ كثيرون قوله على الملأ.
فما قاله كرامي يمكن تلخيص ابرزه بالنقاط التالية:
أولاً: تحميل السياسيين مسؤولية الفشل في تأليف الحكومة، وهم الذين وصفهم كرامي بأنهم منفصلين عن الواقع، ويتحملون مسؤوليات أزمات البلد وديونه، ومثل هكذا طبقة سياسية لا يعول عليها لإنقاذ البلد، وان “ما يحصل مسرحية دستورية لتأخير تأليف الحكومة”.
ثانياً: لم تمنع الأزمة الحكومية كرامي من التنبيه إلى ثلاثة أمور خطيرة على لبنان: وقف المساعدات عن الأونروا ما قد يؤدي إلى انفجار إجتماعي، ودفع النازحين السوريين كي يبقوا في لبنان بهدف التوطين والتغيير الديموغرافي وتمرير صفقة القرن، وأخيراً السطو المستجد المتوقع من الكيان الإسرائيلي على الحدود اللبنانية، والتعدي على ثروتنا النفطية.
ثالثاً: وجّه كرامي إلى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إنتقادات قاسية، نزعت عنه محاولات التلطي وراء الطائفة السنية بهدف تحقيق مآربه السياسية الشخصية، عندما اعتبر أن الحريري “مستعد أن يعطل البلد بأكمله من أجل حصة القوات اللبنانية، ولكن بكل راحة ضمير هو جاهز لإلغاء شريحة كبيرة تمثلت في مجلس النواب من الطائفة السنّية”.
واتهم كرامي الحريري بالتفريط بصلاحيات رئاسة الحكومة، معتبراً أنه “ما من شيء يسمى المساس بصلاحيات رئيس الحكومة، المصطلح الأصح هو التنازل عن الصلاحيات، لأنه لا يستطيع أحد سلب أحد صلاحياته إن لم يتنازل هو عنها، ونحن انتقدنا الرئيس الحريري سابقاً على الاداء الذي قام به والذي يعتريه تنازل عن صلاحيات رئيس الحكومة شكلاً ومضموناً”.
أما ما قاله الصمد، فيستدعي التوقف عنده نظراً لما تضمّنه من مواقف سياسية سيكون ما بعدها غير الذي قبلها، وأبرزها:
أولاً: انتقد الصمد بشدّة فريق 8 آذار، أو “ذوي القربى” وحلفائه في السياسة كما أسماهم، لما لفت إلى أن “من حاول أن يلغينا في الإنتخابات ولم يستطع، يقوم بكل أسف ذوي القربى الذين كنّا وإياهم في زمن الشدة بإلغائنا”، معتبراً أنه “إذا لم يتم تمثيل النواب السنّة المستقلين في حكومة الوحدة الوطنية، فإن حقنا لا يكون عند الرئيس الحريري، بل حقنا عند ذوي القربى الذين كنّا وإياهم في الضراء، والآن في السراء يريدون التخلي عنا”.
ثانياً: اعترض الصمد على المعايير المتبعة في تاليف الحكومة، مشيرا الى انه اذا كان الحريري الأكثر تمثيلاً في الطائفة السنّية لأن عنده 17 نائباً سنياً من أصل 27، ومن حقه أن يُسمّى وأن يكون رئيس الحكومة، لكن ليس من حقه أبداً أن يحتكر تمثيل الطائفة السنّية، التي منذ عام 2005 حتى الآن ليست في موقعها الصحيح، بل في موقعها الغلط، ونحن منذ 13 عاماً نناضل لإعادة توجيه البوصلة الحقيقية وإعادة الطائفة السنّية إلى موقعها الطبيعي العربي والمسلم واللبناني الحقيقي”، معتبراً أنه “إذا كان يريدون أن يطبقوا هذا المبدأ ويعطوا الرئيس الحريري إحتكار تمثيل الطائفة السنّية، فهذا المبدأ يجب أن يطبق أيضاً ويعطى التيار الوطني الحر إحتكار تمثيل المسيحيين في الحكومة واستبعاد البقية”.
ثالثاً: الرسالة الأبرز التي وجهها الصمد إلى الحلفاء، إنطلاقاً من كونه عضواً في التكتل الوطني واللقاء التشاوري السنّي المستقل، هي التحذير من تجاهلهم، أو القفز فوق حقهم في التمثيل داخل الحكومة، هي أن النواب السنّة المستقلين خارج تيار المستقبل “هناك من يفكر انهم في جيبة أحد، وهذا اعتقاد خاطىء، لأنه لا توجد جيبة في العالم تتسع للنواب السنّة المستقلين، لا في الحكومة ولا خارج الحكومة