هل هي كذبة أول أيلول؟… غسان ريفي

إنتظر اللبنانيون بفارغ صبر حلول شهر أيلول عله يكون ″طرفه بالحكومة مبلول″، وذلك بعد كمّ هائل من الوعود بتحريك المياه السياسية الراكدة على أكثر من صعيد، لا سيما من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي وصل البعض في تقدير الخطوات التي سيتخذها الى حدود قلب الطاولة ووضع مجلس النواب أمام مسؤولياته، وممارسة أعلى ضغط ممكن على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لانجاز تشكيلته الوزارية، أو الاعتذار.

حتى الآن لا يبدو أن رئيس الجمهورية سيتخذ أية خطوات تصعيدية، واللقاء الذي كان من المفترض أن يعقد بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل للبحث الجدي في مسودة التشكيلة التي من المفترض أن يقدمها الرئيس المكلف في غضون أيام لم يحصل، وتشريع الضرورة ما يزال إطار الكلام والأخذ والرد، أما التنازلات فتبدو ضربا من ضروب المستحيل بعدما رسم كل من الأطراف السياسية سقفا له على إرتفاع محلي وإرتباط خارجي، لا مجال للرجوع عنه، ما يؤكد أن الأمور ما تزال في حال من المراوحة القاتلة، وأن الحكومة ما تزال في علم الغيب.

دخل شهر أيلول والكل ثابتون على مواقفهم، فيما البلد يتجه الى مزيد من التآكل، في ظل فوضى سياسية وإدارية عارمة، ومحاولات مستمرة للانقضاض على إتفاق الطائف وفرض أعراف جديدة، وتحديات إقتصادية غير مسبوقة.

ترى مصادر سياسية مطلعة، أن “كل الآمال التي علقت على بداية هذا الشهر بدأت تتلاشى، وبدا واضحا أن السلطة بكاملها تسعى الى شراء أكبر قدر من الوقت بانتظار حدث ما محليا أو إقليميا من شأنه أن يبدل من المعادلات أو التوازنات، بشكل يمكن عبره تهريب الحكومة التي بات لبنان بأمس الحاجة إليها.

تشير هذه المصادر الى أن أحدا لا يستطيع أن يذهب بعيدا في الضغط أو أن يدفع في إتجاه إنقسام سياسي جديد، لأن العهد برمته جاء وفقا لتسوية سياسية توافقية، وأن أي محاولة لقلب الطاولة من أي طرف كان، من شأنها أن تطيح بهذه التسوية، ما من شأنه أن يضعف العهد الذي سيتحول الى طرف، وسيفقد صفته الوطنية الجامعة، لذلك فإن أي خطوة تصعيدية غير محسوبة النتائج ربما تؤدي الى حكومة أزمة لا يتمناها العهد نفسه، ولا يطمح سعد الحريري الى أن يكون رئيسها، لذلك فإن الجميع ما يزالون محكومين بالتوافق الذي يفترض بأركانه أن يسعوا جادين الى تدوير الزوايا.

في غضون ذلك، كان لافتا موقف حزب الله على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الذي قال: إذا كان البعض يربط تشكيل الحكومة برئاسة الجمهورية ويعتقد أن موقعه في داخل الحكومة يهيء له أن يكون رئيسا للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي فهو واهم.. وبغض النظر عن الجهة التي يقصدها قاسم، فإن كلامة يشير الى أن حزب الله ضاق ذرعا من حال المراوحة في تشكيل الحكومة، فهل يتدخل الحزب ويدفع باتجاه حل بعض العقد، ويعمل على تبريد بعض الرؤوس الحامية، فيتوافق الحريري وباسيل على تشكيلة يقدمها الرئيس المكلف في غضون الأيام المقبلة الى رئيس الجمهورية، أم ينقضي الشهر من دون حكومة، وتكون كل الخطوات السياسية التي إنتظرها اللبنانيون بمثابة كذبة أول أيلول؟!.

Post Author: SafirAlChamal