كثيرة هي الاشياء التي تميز مهرجان ″اهدنيات ″ الدولي عن غيره من المهرجانات على طول الساحة اللبنانية، فهو من المهرجانات القليلة التي يعود ريعها لمؤسسات تعنى بالاطفال او لمؤسسات اجتماعية لها العديد من الايادي البيضاء على المجتمع لاسيما فيما يخص الاطفال والشباب، الا ان الابرز إفراد المهرجان مساحة واسعة من برنامجه للاطفال والاولاد عبر مسرحيات وانشطة متعددة يحتشد فيها الاف الاولاد من الشمال ومختلف المناطق اللبنانية وينتظرونها من سنة الى اخرى، اذ يتم اختيار هذه النشاطات بدقة وعناية وباشراف السيدة ريما سليمان فرنجيه التي تنتقي بنفسها سنويا مع فريق عملها الجمعية او الجهة التي سيدعمها المهرجان كما تنتقي النشاطات الخاصة بالاولاد وتطلع على ادق التفاصيل.
لا تكتفي السيدة فرنجيه باضفاء الفرحة على قلوب الاطفال اللبنانيين بل تستضيف مجموعة من الاطفال العراقيين من ضمن نشاطات اهدنيات للاطفال حيث شارك نحو 150 ولدا عراقيا امس في النشاط الذي تميز بكرنفال ضخم سار في خلاله الاولاد مع الشخصيات التي لونت الكرنفال من مبنى الكبرى الى مدرج اهدنيات الذي ضاق بالوافدين وتلون بالاولاد من كل الاعمار وكل المناطق، الى سيرك لاقى الاعجاب والتصفيق، فيما امتد هذا النشاط على مدى ثلاث ساعات رقص في خلاله الاولاد وغنوا وتمتعوا بالعاب الخفة والسحر وسط اجواء من الفرح والمحبة.
اولاد تهجروا من قره قوش ونمرود وسهل نينوى من السريان والاشوريين العراقيين حدثتهم ريما فرنجيه بلغتهم الام التي تتقنها جيدا، اطلعت على ما يحبون وعلى احلامهم وتمنياتهم واعتبرت انه يحق لهم الحصول على بيئة سليمة لذا وضمن هذا الاطار وضعت فرنجيه صورا للاحتفال عبر صفحتها الفايسبوكية وكتبت تقول: ″من مشاركة 150 طفلا وطفلة من الاطفال الاشوريين والسريان العراقين من قره قوش ونمرود وسهل نينوى البارحة في الكارنفال وعروض السيرك التي اقامها مهرجان اهدنيات الدولي. رافقناهم في الاعياد، القربانة الاولى وفي محطات عديدة من حياتهم ومن حقهم كما من حق اطفال لبنان والعالم ان يحصلوا على العناية والتربية في بيئة سليمة من دون عنف″.
وكان سبق هذا النشاط نشاطات اخرى للاطفال منها مسرحيات راقصة واستعراضات متنوّعة تحمل رسائل بيئية، اجتماعيّة وإنسانيّة منها أهميّة فرز النفايات وإعادة تدويرها، هذه المسألة التي تشكل جزءً من مهرجان اهدنيات الأخضر كما من برنامج ″Green Community″ في جمعيّة الميدان.
كما ركّزت النشاطات على اهمية حماية الأحراج من الحرائق وتوعية الأطفال في حال حدوث أي حريق كما الاستعانة بفريق الدفاع المدني اللبنان. بالإضافة الى الشق المجتمعي حيث شددت على أهميّة الاعتراف بأخطائنا والإعتذار بعد ارتكابها.
حضر العروض المتعددة نحو خمسة الاف شخصاً من المناطق اللبنانيّة كافة من بينهم ″منتدى المعوقين″ و″مجمّع الرحمة الطبي لذوي الإحتياجات الخاصة″.
وكان للبعد الإنساني حيّز كبير مع دعم المهرجان لحملة اليونيسف ″بدي ربيك بلاعنف″ وتواجد فريق عمل المنظمة في المهرجان كما حضور جمعيّة Himaya التي يعود اليها ريع البطاقات كما Kids First.
مهرجان اهدنيات يوما يعد يوم يحقق الهدف من اقامته، فهو اضافة الى كونه يحجز المراتب الاولى للمهرجانات في لبنان ويتنوع ضيوفه لارضاء جميع الاذواق، هو ايضاً يوصل الرسائل البيئية والاجتماعية والانسانية بابهى الصور.
مواضيع ذات صلة:
-
عيد السيدة في زغرتا.. هريسة ومسيرة أربع ساعات وتراشق بالمياه… حسناء سعادة
-
بين ″اهدنيات″ وكاظم الساهر قصة سحر تتجدد سنويا…حسناء سعادة
-
إهدنيات: مهرجان يختزل موسيقى العالم.. وسياحة لبنان… حسناء سعادة