عرس البترون أمس كان مميزا والمناسبة ايضا كانت فريدة من نوعها كما ارادتها لجنة مهرجانات البترون الدولية.
لأول مرة في تاريخ الرياضة البحرية وفي اطار فعاليات مهرجانات البترون لصيف 2018 تحقق العبور بلوح شراعي من شاطىء لارنكا في قبرص الى خليج البحصة في مدينة البترون. فعلها البطل اللبناني البتروني جاد غصن وتمكن من الوصول بلوحه الشراعي بعد محاولات عدة نتيجة معاكسة الرياح وسرعتها.
ومنذ انطلاقه من شاطئ لارنكا كان جاد على لوحه الشراعي محاطا بزوارق بحرية على متنها رئيس بلدية البترون رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك ورئيس لجنة المهرجانات المحامي سايد فياض وفريق كبير من الرياضيين البحريين الذين واكبوا الرحلة.
كان سبق لجاد غصن أن نجح في العبور من البترون الى طرابلس، الا ان المسافة بين لارنكا والبترون ليست قريبة واجتيازها بلوح شراعي ليس بالامر السهل خصوصا ان الاحوال الجوية لا تكون مناسبة في كل الاوقات والمطلوب تحيّن الفرصة للانطلاق.
رحلة العبور لم تكن سهلة والاحوال الجوية كانت بمنتهى الصعوبة وغير مناسبة كما روى غصن وقال: ″ لم نكن نتوقع انه في الجهة الخلفية لقبرص دائما يكون الهواء خفيفا ما يتطلب وقتا طويلا لعبور تلك المنطقة. حاولنا للمرة الاولى واجتزنا حوالى العشرين ميلا وشعرنا ان لا امكانية لخوض التحدي وفكرنا بالعودة على متن الزوارق الى البترون الا اننا عدنا ادراجنا الى شاطىء لارنكا وامضينا ليلتنا في الزوارق على الشاطىء القبرصي وكررنا المحاولة صباح اليوم وانطلقنا عند الساعة الحادية عشرة حيث تقدمت لمسافة 10 اميال وكانت سرعة الهواء غير مناسبة عندها انتقلت على متن أحد الزوارق ووصلت لنقطة تبعد 90 كلم عن الشاطىء اللبناني حيث كانت سرعة الهواء جيدة واجتزت هذه المسافة بـ 3 ساعات و18 دقيقة.″
عند حوالى الساعة الرابعة وخمس واربعين دقيقة وصل غصن على لوحه الشراعي الى خليج البحصة حيث احتشد البترونيون ورواد البحر والرياضيون البحريون يتقدمهم وزير الخارجية والمغتربين النائب جبران باسيل وسفيرة قبرص في لبنان كرستينا رافتي حيث علا التصفيق والزغاريد واطلقت المفرقعات في سماء المدينة في حين كانت عائلة جاد على أحر من الجمر تترقب الاخبار للاطمئنان عنه.
وكان شاطىء البحصة قد غص بالمستقبلين منذ ساعات قبل الظهر وعاشوا ساعات من الترقب والانتظار لاي معلومات عن امكانية الانطلاق بالرحلة والعبور ومن ثم ساعدت الشاشة العملاقة التي تم تثبيتها في الموقع على عد الثواني والدقائق للرحلة.
وتجدر الاشارة الى انه بناء لتعليمات المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم القاضية بتقديم التسهيلات لاحياء مهرجانات البترون بشكل عام وهذا الحدث بشكل عام حضرت عناصر من مركز امن عام البترون الى شاطىء البحصة لختم جوازات السفر للقادمين من قبرص.
العرس البتروني استمر حتى ساعات متأخرة على شاطىء البحصة احتفاء بكسب الرهان، وبداية ألقى فياض كلمة ترحيب بكل من حضر لاستقبال غصن والوفد المرافق وهنأ البترونيين بـ ″هذا الانجاز والمغامرة الكبرى التي تحققت بفضل جهود اشخاص بذلوا الكثير وخططوا ونفذوا كل خطوة لانجاحه، مشيدا بالبطل البتروني المقدام والشجاع جاد غصن، منوها بالترحيب القبرصي بأبناء البترون، وشاكرا دعم مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون الذي وضع كل امكاناته بتصرفنا والمدير العام للجمارك اللبنانية والدفاع المدني والصليب الاحمر اللبناني والاجهزة الامنية ولاعبي الالواح الشراعية والوسائل الاعلامية التي واكبتنا.″
غصن
اما البطل غصن فشكر كل فريق العمل ولاعبي الالواح الشراعية والرياضيين البحريين الذي لولاهم لما تمكننا من تحقيق هذا العبور.”
وأعرب الحرك عن سروره بالمحبة التي تجمع البترونيين وقال: ″ومن يعمل بمحبة وفرح يكون النجاح حليفه وهذه البترون، مدينة المحبة والفرح والضيافة.″
اما الوزير باسيل فقال: ″أهم شيء هو ان يقدم الانسان على تحقيق ما لم يتمكن الآخرون من تحقيقه او التفكير به وما تحقق اليوم من البطل جاد هو علامة تميز ونجاح في سجله واليوم نقطة نجاح جديدة تحققت للبترون. فالبترون لطالما عرفت برياضة الالواح الشراعية واليوم البطل جاد اضاف الى سجلها علامة اضافية على امل ان تستعيد الرياضة نشاطها خصوصا رياضة الالواح الشراعية التي تعتبر رياضة صعبة ومكلفة. ما نشهده اليوم يساهم في اعطاء لبنان وجها سياحيا مميزا ومرة جديدة نؤكد اليوم اننا شعب لا يهاب الصعوبات.″
وفي الختام جرى تقديم دروع تذكارية لباسيل والحرك وغصن وكل فريق العمل الذي ساهم في انجاح الحدث. ثم أقيم حفل موسيقي على شاطىء البحصة تخلله نخب المناسبة.