لم تنفع المناشدات التي أطلقها أهالي حي ″مفرق الحلوة″ في منطقة أبي سمراء لانقاذهم من ظاهرة انتشار الجرذان والفئران بشكل كبير، هذه الظاهرة والتي بدأت تتفاقم مع بداية فصل الصيف بسبب الأوساخ المتراكمة داخل ″براحات″ مجاورة للأبنية، فضلاً عن المجارير القديمة العهد والتي تطوف بشكل مستمر، وبالطبع فانه مع درجات الحرارة المرتفعة تتكاثر الحشرات والزواحف ما لم تجد رادعاً لها، سيما في ظل وجود جبل للنفايات تفوح منه الروائح الكريهة على مدار الساعة.
عمال بلدية طرابلس حضروا للمكان لكن وبحسب رأي الأهالي فانهم عمدوا الى رش المبيدات داخل براح مملوء بالنفايات من دون اللجوء الى تنظيفه، فضلاً عن تجاهلهم لأبنية كثيرة مجاورة كونها لم تتقدم بالشكوى.
الأهالي رفعوا الصوت عالياً عبر شبكات التواصل الاجتماعي وطالبوا البلدية بضرورة التدخل السريع لوضع حد لظاهرة تضر بالسلامة العامة وتهدد صحة الناس، من خلال رش المبيدات ومنع السكان من رمي النفايات.
مواطنة من سكان احدى الأبنية قالت: ″الجراذين تغزو شارعنا وتدخل الى الأبنية والبيوت، وذلك بسبب الأوساخ المتراكمة داخل البراحات، والمجارير التي تطوف باستمرار وتبقى مياهها الآسنة على الطرقات لحين مجيء عمال بلدية طرابلس″.
وتابعت: ″ليلاً نخشى الخروج من المنزل كي لا نقع فريسة الجرذان والفئران التي تتسلق الجدران والأعمدة وكل ما يطالعها، نناشد البلدية الالتفات الينا″.
ويقول أحمد (أحد المواطنين القاطنين في الحي): ″اذا قمنا بالوقوف ليلاً في الشارع فان الجراذين تمشي بيننا، وتدخل محلاتنا ومنازلنا هي ظاهرة كانت موجودة من قبل ولكنها تفاقمت في الأونة الأخيرة بسبب الحفريات القائمة والتي تقلب منطقة أبي سمراء رأساً على عقب، فالى متى نستمر بهذه المعاناة، حتى بلدية طرابلس حينما لجأت الى رش المبيدات فانها قامت بذلك بناء على طلب سكان أحد الأبنية فعمدت للدخول اليها دون غيرها، المنطقة برمتها تحتاج للاهتمام ونحن نتوجه للبلدية بضرورة الالتفات الينا″.
حمزة
ويشير فراس حمزة المسؤول في ورشة الطوارئ في بلدية طرابلس الى أننا ″اطلعنا على الشكوى من خلال صفحات الفايسبوك والواتساب، وهي تفيد بأن هناك انتشاراً للجرذان والفئران في شارع ″الحلوة″ في أبي سمراء وتحديداً ضمن أبنية الرسالة والعرايس، وبالفعل حصلنا على الموافقة من رئيسة المصلحة المهندسة عزة فتفت وتوجهنا الى العنوان المذكور وقمنا برش المبيدات ضمن الكاراجات والمصاعد كما ووضعنا سم للجرذان والفئران″.
الدكتور كريمة
ويقول رئيس لجنة الصحة في بلدية طرابلس الدكتور عبد الحميد كريمة لـ″سفير الشمال″: ″بعد النداءات المتكررة لأهالي طرابلس لبى اللواء محمد الخير ومن خلال الهيئة العليا للاغاثة مشروع دعم بلدية طرابلس بالمبيدات، وتألفت لجنة متخصصة برئاستي مع المهندس الزراعي عبد الغني الأيوبي ورئيس حزب البيئة دومط كامل، وبالفعل انطلقت الحملة من منطقة باب التبانة، والمكافحة تكون لكل أنواع القوارض وقد شملت الحملة كل الملاجئ القديمة، ويمكنني القول بأن أصداء الحملة ايجابية، ومن التبانة سننطلق الى الزاهرية فالمرفأ ومن ثم القبة وأبي سمراء″.
وتابع: ″هناك نداءات كثيرة من كل المناطق، لكننا نناشد الجميع الصبر لحين وصول حملة رش المبيدات إليهم، خصوصا أن الحملة ستطال كل مدينة طرابلس دون استثناء، وخلال شهرين ستنتهي ونأمل أن تنعكس ايجاباً على بيئتنا وصحة أهلنا في طرابلس″.
