هل ينجح البطريرك الراعي في رأب الصدع المسيحي؟…غسان ريفي

هدأت محركات التراشق الإعلامي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ببركة الروح القدس، بعدما كاد الخلاف الذي تنامى مؤخرا ان ينفجر في الشارع المسيحي بين الاخوة الذين استحضر بعضهم مصطلحات الحرب وعملوا على نبش القبور، واستذكار الماضي الاليم بين الطرفين المسيحيين.

لا يختلف اثنان على ان عودة الحرارة الى العلاقة بين التيار والقوات تحتاج الى كثير من الوقت، اولا لإعادة إحياء الثقةً بينهما، وثانيا لتبريد ارضية الشارع المسيحي الذي كاد ان يشتعل على وقع الخلافات والاتهامات المتبادلة.

واللافت ان الفريقين يحرصان على التمسك بالمصالحة المسيحية التي أرساها تفاهم معراب، اما سائر بنود التفاهم فكل طرف يحاول تطبيقه وفقا لمصالحه، فالقوات تتمسك ببند الشراكة الكاملة مع التيار الوطني الحر في الحكومة والوظائف والتعيينات، اما التيار فيعتبر ان الشراكة التي تطلبها القوات لم تعد من حقها، لانها كانت مرتبطة بشرط ان تدعم القوات العهد، وهي لم تفعل ذلك، بل على العكس فقد حاولت ان تنال من العهد وثمة شواهد كثيرة على ذلك.

لا ينته الامر عند هذا الحد، بل ان المعركة الاساسية في الشارع المسيحي اليوم، هي معركة الثلث الضامن الذي يحاول النائب جبران باسيل الحصول عليه بالتضامن والتكافل بين حصة التيار الوطني الحر وحصة رئيس الجمهورية وهو أمر لا يمكن ان يقبل به رئيس الحكومة سعد الحريري كونه يتعلق بحضوره وصلاحياته التي قد تنتقل الى باسيل الذي يسعى الى ان يكون لفريقه السياسي 11 وزيرا، كما لا تقبل بذلك سائر الأطراف السياسية تماما كما هي حالة الرفض لحصول النائب وليد جنبلاط على الحصة الدرزية الكاملة لان ذلك يمنحه القدرة على تعطيل الحكومة في حال استقال الوزراء الدروز ما يجعل مكون طائفي أساسي خارج الحكومة، وذلك كما فعل الوزراء الشيعة الذين استقالوا من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ما ادخل البلد في أزمة دستورية.

يرى مطلعون ان الطرفين المسيحيين كل منهما يغني على ليلاه، ويسعى للاستفادة من تفاهم معراب بالطريقة التي تناسبه، في حين ان هذا التفاهم باستثناء الحفاظ على المصالحة المسيحية لم يعد صالحا، وان على التيار والقوات ان يفتشا عن صيغة تفاهم جديدة تقوم على أسس واضحة ترضي الطرفين وتؤسس لعلاقة متوازنة بينهما.

ويشير هؤلاء الى ان الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لا يملك الا التمني والدعاء لرأب الصدع بين الأخوين المسيحيين، لكنه قد يشكل مدخلا للحل يحفظ ماء الوجه، حيث يمكن ان يجد الطرفان بوجود الراعي فرصة لتقديم بعض التنازلات، من اجل البلد، وكرمى لعيون رأس الكنيسة المارونية، وهذا الامر بدأ يتبلور في الزيارة التي قام بها الوزير ملحم رياشي والنائب ابراهيم كنعان اللذان شددا على التمسك بالمصالحة المسيحية.

وتشير المعلومات الى ان هذا اللقاء الذي عقد أمس في الصرح البطريركي في الديمان من شأنه ان يؤسس للقاء قد يعقد في الايام المقبلة برعاية بكركي ويجمع بين النائب جبران باسيل والدكتور سمير جعجع لوضع مسودة اتفاق جديد بين التيار والقوات ليكون التمثيل في الحكومة العتيدة نسبيا بحسب نتائج الانتخابات النيابية مسيحيا بالدرجة الاولى.. ومن ثم درزيا..

مواضيع ذات صلة:

  1. المتاريس السياسية ترتفع مجددا.. والحكومة الى الثلاجة… غسان ريفي

  2. هل يثمر الحب والغرام في لقاء عون وجعجع.. تشكيل الحكومة؟…غسان ريفي

  3. الثلث الضامن لـ جبران باسيل.. ضرب لصلاحيات رئاسة الحكومة… غسان ريفي

Post Author: SafirAlChamal