أربعة أشهر تفصل عهد الرئيس العماد ميشال عون عن موعد احتفال اللبنانيين بمرور سنتين على بدء عهد ″الاصلاح والتغيير″ تيمناً باسم التكتل الذي كان يترأسه منذ عودته الى لبنان في العام 2005، وترؤسه الكتلة البرلمانية التي وصفها بعض المتابعين بـ″التسونامي″ الذي اجتاح كل القوى السياسية على الساحة المسيحية وأثبت وجوده بعد عقد ونصف من سنوات في المنفى الباريسي.
ترى بعض الاوساط أن هناك من يخطط لبدء العد العكسي لعهد الرئيس عون، فهل هذا المجهول يحمل بطاقة داخلية أم خارجية؟ سؤال تجيب عليه وقائع متناسقة خرجت الى العلن مؤخراً وفق المشاهد التالية:
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وإثر وجوده خارج لبنان أعتبر ″أن عهد الرئيس عون فاشل منذ اللحظة الاولى″، وعندما تذكر المراقبون أن التصريح الجنبلاطي جاء بعد زيارة خارجية محددة لم يفاجأوا بل اعتبروا ذلك نتيجة تلقائية لحملة تستهدف العهد بالرغم من استهزاء جنبلاط بهكذا تحليلات، خصوصاً وأن الزيارة المشار اليها ليست من اجل السياحة، فالبلد المعني لا يُصنّف على أنه سياحي!
بدوره رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي قام بزيارة مماثلة الى البلد المشار اليه، وليس بالتأكيد من أجل السياحة… قبيل الانتخابات النيابية، جاء بعد صدور النتائج ليطالب بنصف حصة المسيحيين في الحكومة، مستنداً الى ما تضمنه ″تفاهم معراب″، ولأن نتائج الانتخابات لم تمنحه نصف عدد النواب المسيحيين. الامر الذي فسّره المراقبون على انه استهداف للعهد وعرقلة للرئيس المكلف سعد الحريري. وفي السياق نفسه سارعت القوات الى نفي الاتهامات!
أيضاً وأيضاً النائب السابق فارس سعيد الذي كان يحمل البيرق الاكبر لقوى الرابع عشر من آذار، تخطى كل المطبات التي أوقع نفسه فيها أو التي نُصبت له وتوجه الى الخارج نفسه، ليدلي بتصريح ناري رُسمت حوله أكثر من علامة استفهام إذ قال:” نحن بأمّس الحاجة لتنفيذ اتفاق الطائف وعدم السير في الاقتراحات المشبوهة على غرار اقتراح النائب جميل السيد برفع عريضة من 65 نائباً لاقصاء الحريري عن التكليف، لان من شأن تجاوز هذا الاتفاق او السير بهذه الاقتراحات، أن يُنسف الطائف ويُدخل لبنان في المجهول وربما عودة العنف؟؟
فهل عودة العنف فعلاً واردة في لبنان بالرغم من كل التطمينات الدولية والاقليمية؟ الجواب ربما يكون لدى من يستمزج رأي الخارج في الامور الداخلية، وعلى هامش زيارة غير سياحية أيضاً!
مختلف العهود الرئاسية في لبنان مرت بمراحل ثلاث في سنواتها الست: أول سنتين للاشادة، وثاني سنتين للانتقاد، وثالث سنتين لشن المعارك وربما الثورات او الحروب! وهذه النماذج عن ثلاث زيارات لقيادات لبنانية الى خارج الوطن مع كل ما رافقها من تصريحات ومواقف تحمل أكثر من رسالة والتباس، لا تؤشر الى أن العهد لم يتخط ثلثه الأول… أو ربما هكذا يخططون له عبر القضم المنظم!