لم تكن صدفة أن تسرّب مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية نهاية الاسبوع الفائت أن الرئيس العماد ميشال عون يرغب في حكومة من إثنين وثلاثين وزيراً حتى يتم تمثيل الطائفة العلوية وطائفة السريان الارثوذكس في الحكومة لأنه أعطى وعداً بذلك..!
ولم تكن صدفة أبداً ان تسرّب مصادر مقربة من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يوم الاربعاء منتصف هذا الاسبوع أنه يتجه لحكومة من ستة وعشرين وزيراً فقط، الأمر الذي أوحى للمراقبين أن رئيس تيار المستقبل يهدف من وراء هذه التسريبات، للاشارة الى أن المعطيات المحلية والاقليمية القائمة لن تسمح بحكومة فضفاضة الى الحد المتداول. ولكن ما لفت هؤلاء المراقبين، ان التسريبات التي تم تداولها نقلاً عن مصادر الحريري بشأن حكومة الستة والعشرين وزيراً قد تزامنت مع تسريبات من مصادر غير محددة تؤكد أن حكومة الستة والعشرين وزيراً ستكون مقسمة بين ثلاثة عشر وزيراً مسلماً بينهم وزير علوي، وثلاثة عشر وزيراً مسيحياً من ضمنهم وزير يمثل السريان الارثوذكس…!
وليس صدفة أبداً أن يشدد عضو كتلة ″الوسط المستقل″ ونائب الطائفة العلوية في عاصمة الشمال علي درويش على المطالبة بتمثيل طائفته في ظل تشكيل حكومة جديدة وإعادة صياغة للتركيبة السياسية في هذه المرحلة الانتقالية بعد الانتخابات…!
وليس صدفة أبداً أن يقول الشيخ محمد عصفور باسم وفد المجلس الاسلامي العلوي الذي جال على كبار المرجعيات:″ أنه من الطبيعي ان يكون مطلب تمثيل الطائفة العلوية في الحكومة من أولويات المطالب خلال هذه الفترة، ونحن متفائلون بأن تُنصف هذه الطائفة بحقوقها أسوة ببقية الطوائف″…!
صحيح أن المواطن في لبنان يعيش بشكل شبه دائم عصر التسريبات والمصادر التي تتقدم في كثير من الأحيان على المواقف المعلنة والتصريحات الرنانة. في وقت يلاحظ فيه المراقبون ان تمثيل الطائفتين: العلوية والسريان الارثوذكس بات من المسلمات وامراً مفروغاً منه، خصوصاً وأنه قد طُرح مرات عدة بعد الطائف على هامش المراحل التي تسبق تشكيل الحكومات، ولم يتحقق جراء المستجدات التي كانت تعمل على تبديل المسارات. ولكن بعد التحولات الاقليمية التي فرضت نفسها، من البديهي التأكيد أن الموضوع بات قابلاً للتطبيق بدون أية تفسيرات أو تبريرات!.