المستقبل يخوّن خصومه.. ومخاوف من فتنة… عمر ابراهيم

في الانتخابات البلدية عام 2010 اطلق نائب ″المستقبل″ احمد فتفت حملة شرسة ضد خصومه في مسقط راسه بلدة سير ـ الضنية، استخدم فيها كل انواع الاسلحة ومنها خطاب ″التخوين والعمالة″ لحزب الله والنظام السوري، في محاولة للفوز بالمجلس البلدي لما ذلك من رمزية واهمية على صعيد عاصمة القضاء سير، فكانت النتيجة فوز كاسح للائحة رئيس البلدية احمد علم بنتيجة 14 ـ 1، المتهم بنظر النائب فتفت بانه حليف حزب الله.

فشل هذا الخطاب التحريضي في مسقط رأس النائب فتفت، لم يثنه في العام 2016 عن استعادته في الانتخابات البلدية فكانت النتيجة اكثر قساوة 15 ـ صفر لصالح رئيس البلدية علم، الذي كان يواجه خصمه بخطاب انمائي جسده بمشاريع على الارض بالتعاون مع حلفائه حينها الرئيس نجيب ميقاتي والنائب السابق جهاد الصمد.

التاريخ يعيد نفسه اليوم في التحضيرات الجارية للانتخابات النيابية، حيث عاد الخطاب التحريضي ليحتل الصدارة وينطق به لسان الكبير والصغير في ″تيار المستقبل″، في محاولة لاعادة استمالة الشارع السني وتجييشه في مواجهة خصومهم من طائفتهم على وجه الخصوص، على مساحة الوطن من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، غير ابهين بتداعيات هذا الخطاب على حسن العلاقة بين ابناء تلك المناطق وخطورة الانزلاق الى فتنة داخلية قد تتسبب بما لا يحمد عقباه من اشكالات تتطور الى سفك الدماء، خصوصا بعدما وصل التجييش الى مرحلة الذروة وبات كل من يقترع لغير لائحة “الخرزة الزرقاء” هو شريك في قتل اطفال الغوطة ومتآمر على الشعب اليمني ومتخاذل عن نصرة قضايا الامة، في حين تغرق مناطق السنة على وجه الخصوص ببحر من الحرمان والاهمال وتكاد تكون من اكثر المناطق فقرا في لبنان.

هذا الخطاب الذي قد يكون السمة الابرز في مهرجانات لائحة الخرزة الزرقاء بات مشرعا ضد الخصوم من ابناء الطائفة السنية، وضد كل من يخالف الراي او يرفض الاملاءات، ليطال شريحة كبيرة، منها من كان بالامس القريب مقاتلا في صفوف المستقبل لكنه خرج من تحت العباءة الى خيارات انمائية وواقعية بعد ان اكتشف زيف تلك الشعارات، فتحول الى خصم وعدو والى عميل وجسر لعبور المشروع الفارسي، في حين البس عباءة الوطنية والدفاع عن الطائفة السنية كل من التحق بركب التيار وسار الى جانبهم او تحت “امرتهم” ومنهم من كان من ألدّ الخصوم ومن مؤيدي محور الممانعة على غرار بعض المرشحين على لائحة “الخرزة الزرقاء” في عكار والبقاع وطرابلس.

ربما لم يتعلم تيار المستقبل من دروس السنوات الماضية، وهو ما زال يعيش اوهام انتخابات عام 2005 حيث كان لهذا الخطاب صدى في نفوس المواطنين، الذين صدقوا وآمنوا بمشروع بات اليوم مجرد شعارات ترفع في زمن الاستحقاقات الانتخابية وتستغل في المناسبات، ويتم الاستغناء عنها في زمن التسويات والتنازلات، ما دفع ببعض ابناء الخط السياسي الأزرق الى التمرد عليه رافضين السير بمشروع التسويات الذي ضمن عودة “المستقبل” الى الحكم.

لم يعد خافيا على أحد ان ما يسمعونه من تصريحات وشعارات من المسؤولين والمرشحين على لائحة “المستقبل” هي للتسويق الاعلامي، ومن اجل تحريض الناخبين لضمان الحصول على بعض المقاعد النيابية، وان كان هناك من ما يزال يتأثر بهذا الخطاب لا سيما في المناطق الاكثر حرمانا في الارياف، الا ان ذلك لا يلغي حقيقة ان شريحة كبيرة من المواطنين تؤمن بان من يهاجم حزب الله اليوم هو من يجلس معهم على طاولة مجلس الوزراء، ومن ينتقد النظام السوري هو نفسه من عين سفيرا للبنان في سوريا، وهو ايضا من صرح بان سلاح حزب الله لم يستخدم في الداخل اللبناني، وأنه لن يشكل حكومة مقبلة من دون مشاركة الحزب.

Post Author: SafirAlChamal