شكلت المنية في دائرة الانتخابات النيابية الثانية في الشمال مادة اعلامية دسمة ونقطة تحول في مسار التحالفات وتشكيل اللوائح نظرا لما رافق عملية التحضير للانتخابات من تطورات ميدانية بدءا باحتلال المنطقة اعلى رقم في عدد المرشحين 23 مقارنة بحصتها في المجلس النيابي المقتصر على مقعد واحد، وصولا الى انتفاضة النائب كاظم الخير الذي واجه “غدر” تيار المستقبل له ب”تمرد” على قرارات قياداته تحت شعار “استعادة قرار المنية” عبر لائحة “العزم” التي انضم اليها.
لا شك ان هذه المنطقة التي تزخر بكوادر علمية وطاقات شابة حيوية قل نظيرها في مناطق اخرى، يصحبها شغف لافت من ابناءها التواقين لممارسة العمل السياسي ترشيحا واقتراعا وحتى تنظيميا، حيث كانت الخزان البشري “للمستقبل” في تزخيم مهرجاناته واحتفالاته وتحركاته ورفدهم بالاف المشاركين، قبل ان تتبدل الامور نوعا مع التحالفات التي ابرمها “المستقبل” مع حزب الله ومشاركته في حكومة واحدة، فضلا عن عدم الوفاء معهم لجهة تامين الحد الادنى من المشاريع الانمائية.
فالمنية التي بدات فيها موجة الترشيحات تتراجع وصولا الى 10 مرشحين مع امكانية ان يصل العدد الى ثمانية او سبعة، على عدد اللوائح المفترض ان تبصر النور في هذه الدائرة، تشكل العائلات الكبيرة فيها نقطة جذب القوى السياسية والحزبية، نظرا لمكانتها وتاثيرها عل الارض، رغم ان نسبتها لا تتجاوز ال40 في المئة من عدد الناخبين البالغ عددهم في المنية 28 الفا وفي القضاء 38 الفا، في حين تشكل العائلات الصغيرة ما نسبته 60 في المئة من عدد الناخبين.
وبرز مؤخرا تركيز على المنية بعد الفوضى اتي صاحبت عملية تشكيل “المستقبل” للائحته، حيث كان العدد الاكبر من المرشحين محسوبين على “المستقبل” وهم بناء لطلب قيادته قاموا بتقديم طلبات ترشيحهم، قبل ان يتم الاستغناء عنهم وتحويل بعضهم الى ماكينات انتخابية، في حين رفض النائب الخير هذه السياسة واثر المواجهة على عكس مرشحين اخرين في المنية وغيرها ممن التزموا “الفرامان”.
هذه التطورات زادت من التركيز على المنية خصوصا بعد دخول اطراف اخرى عليها غير “المستقبل” ومنهم الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق اشرف ريفي، والوزير فيصل كرامي، ما جعل الساحة التي كانت منذ العام 2005 حصرية “للمستقبل” مفتوحة امام الجميع.
وفيما يلي اسماء عائلات المنية الكبيرة وعدد ناخبيها واخر المعلومات عن توزيعها سياسيا، على ان هناك عائلات كبيرة في القضاء كعائلة عيد (1300 ناخبا) في دير عمار.
ـ علم الدين( 2904 ناخبا) الغالبية القصوى منهم من داعمي مرشح تيار المستقبل عثمان علم الدين.
ـ زريقة (1817 ناخبا) معظم العائلة اجتمعت على مرشح الوزير فصيل كرامي عادل زريقة، بعد انسحاب باقي المرشحين على خلفية تفرد معتز زريقة بقرار العائلة ومحاولة تجيير اصواتها لمرشح “المستقبل”.
ـ الخير وشاكر (2200 ناخبا) يتوزعون على النائب كاظم الخير (النسبة الاكبر) والمرشح كمال الخير وقسم منهم يؤيد “المستقبل”.
ـ ملص(1188 ناخبا) يتوزعون بغالبيتهم على “المستقبل” والنائب الخير وقسم على الحياد.
ـ الدهيبي( 1056) في مدينة المنية و2500 في القضاء وهم يتوزعون على مرشح العائلة احمد الدهيبي (لائحة المجتمع المدني) وعلى “المستقبل” والنائب الخير.
ـ قسام السيد احمد محيش( 959 ناخبا) يتوزعون على معظم القوى السياسية، مع محاولات مستمية لجمع قراراهم وتوحيد القسم الاكبر منهم مع هذا الفريق او ذاك.
ـ الحلاق( 731 ناخبا) يتوزعون بغالبيتهم على “المستقبل” والنائب الخير.
ـ الغزاوي( 573 ناخبا) منقسمون في ولاءاتهم السياسية.
ـ المصري( 554 ناخبا) عندهم مرشح وليد المصري مع لائحة الوزير اشرف ريفي، في حين يحظى الرئيس ميقاتي والنائب الخير بالحصة الاكبر من المؤيدين في العائلة.
وهناك عائلات اخرى لم يتثنى تحديد موقفها في السياسة وهي :العرجا( 481 ناخبا)، عقل ( 468 ناخبا)، في حين تبقى العائلات الصغيرة التي لا يزيد عدد ناخبيها عن ال500 ناخبا وهي تعتبر القوة الصامتة، يتوزع الناخبين فيها على معظم القوى الموجودة مع العمل على استمالتها من قبل الافراقء المتنافسين.