لم تنطلق الحركة الانتخابية في الشارع الطرابلسي حتى الآن، فيما الترشيحات ما تزال تسير بوتيرة بطيئة جدا، لكن هذه الحركة تنشط في مكاتب التيارات والقيادات السياسية التي تكثف إتصالاتها وإجتماعاتها بهدف تشكيل اللوائح التي ستتنافس فيما بينها يوم السادس من أيار المقبل.
يمكن القول إن طرابلس تعيش الهدوء الذي يسبق العاصفة، حيث من المتوقع أن تكون المدينة مع بداية الشهر المقبل على صفيح إنتخابي ساخن، مع إقفال باب الترشيح وإعلان اللوائح، نظرا لرمزية طرابلس وما تشكله إنتخاباتها من تأثير مباشر على رئاسة الحكومة.
وبالرغم من التطمينات التي يتلقاها الرئيس سعد الحريري من حلفائه لا سيما في التيار الوطني الحر بتسميته لتشكيل حكومة العهد الثانية، فإن طرابلس تشكل هاجسا كبيرا لـ″تيار المستقبل″ بسبب تراجع شعبيته فيها وفق ما تشير الاحصاءات، وفي ظل أزمته المالية التي أعلن عنها الحريري في مهرجان البيال، وفي ظل المعركة الطاحنة التي تنتظره على الحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي ضد كل من الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي والوزير السابق أشرف ريفي، وقوى 8 آذار الذين يعد كل منهم عدته الانتخابية ليوم الاستحقاق المنتظر، إضافة الى النائب السابق مصباح الأحدب، والجماعة الاسلامية والمجتمع المدني الذي يبدو أنه منقسم على نفسه.
لا يتوانى المستقبل اليوم عن إستخدام السلطة لاستمالة بعض أبناء دائرة طرابلس والضنية والمنية، والضغط على البعض الآخر، ومن المتوقع أن يتخذ الرئيس سعد الحريري قرارات في مجلس الوزراء بالتوافق مع شركائه في الحكومة الخصوم منهم قبل الحلفاء بهدف مصالحة شارعه، وكان آخرها تعيين مديرين عامين من بلدة بخعون ـ قضاء الضنية، بهدف إستمالة أهل هذه البلدة والضغط على النائب السابق جهاد الصمد الذي يشكل إرباكا واضحا للتيار الأزرق في الضنية، لكن وكما بات معلوما فإن هذه التعيينات إنعكست عليه سلبا في طرابلس، وفي عدد من بلدات الضنية التي يرى أبناؤها أنهم يملكون الكفاءة لتشملهم التعيينات.
وبانتظار بلورة التحالفات الانتخابية وتقدم المرشحين بطلبات ترشيحهم تمهيدا لاعلان اللوائح رسميا وإنطلاق السباق، تشير المعلومات المتوفرة الى أن المدينة ستكون على موعد مع زحمة لوائح، حيث يعكف الرئيس ميقاتي على دراسة تحالفاته بهدوء وتأنٍ، حيث الثابت لديه حتى الآن تحالفه مع النائب السابق جان عبيد الذي يحجز مساحة واسعة في ضمير أبناء طرابلس، ومع محمد آغا الفاضل في الضنية، فيما يجري ميقاتي إتصالات مكثفة لاستكمال لائحته التي أعلن في أكثر من مناسبة أنها ستكون من نسيج طرابلس وستشبه أهلها.
وكذلك يدرس الوزير السابق فيصل كرامي خياراته بعناية، بين التحالف مع النائب السابق جهاد الصمد في الضنية أو التفتيش عن خيار آخر، في وقت يؤكد فيه “الأفندي” أنه سيبقى على تنسيق مع الرئيس ميقاتي مهما كانت الظروف والمعطيات والخيارات.
أما لائحة تيار المستقبل فتقول المعلومات أنها تضم: عن المقعد السني كل من: وزير العمل محمد كبارة والنائب سمير الجسر، الدكتورة ديما جمالي (كريمة رئيس بلدية طرابلس السابق الراحل رشيد جمالي)، إضافة الى نقيب المحامين السابق فهد المقدم، وعضو مجلس بلدية طرابلس شادي نشابة، أو الدكتور مصطفى علوش بالرغم من عدم حماسته للترشح.
وفي هذا الاطار ما يزال تيار المستقبل ينتظر قرار النائب محمد الصفدي الذي تشير المعلومات الى أنه لم يحسم قراره بترشيح نفسه أو الاكتفاء بدعم اللائحة.
كما تضم اللائحة الزرقاء عن المقعد العلوي بسام ونوس (نجل النائب الراحل بدر ونوس) أو ليلى شحود، علما أن الرئيس الحريري يلتقي كثيرا من المرشحين العلويين ويستمع الى طروحاتهم، وعن المقعد الماروني مستشار وزير الطاقة طوني ماروني (ممثلا للتيار الوطني الحر) بينما لم يحسم أمر المقعد الأرثوذكسي، الذي يبقى رئيس جمعية إنماء طرابلس والميناء أنطوان حبيب الأوفر حظا له. وتشير المعلومات الى أن المستقبل سيتمسك بنوابه في الضنية والمنية، وقد يترشح سامي فتفت بدلا من والده النائب أحمد فتفت، الى جانب النائبين قاسم عبدالعزيز وكاظم الخير.
في غضون ذلك بدأ الوزير السابق أشرف ريفي بوضع اللمسات الأخيرة على لائحته التي تضمه عن المقعد السني مع وليد قمر الدين، عبد المنعم علم الدين، نظام مغيط (شقيق المؤهل أول في الجيش اللبناني الشهيد إبراهيم مغيط من القلمون) ويبقى المرشح الخامس قيد البحث، إضافة الى بدر عيد عن المقعد العلوي والدكتور ألبير عازار عن المقعد الماروني، وكان من المفترض أن تضم لائحة ريفي عن المقعد الأرثوذكسي السيدة مايا حبيب (كريمة النائب الاسبق سليم حبيب) لكن والدها رفض فكرة ترشيحها، وربما يحل مكانها الدكتور سابا زريق. وسيكون على لائحة ريفي في الضنية راغب رعد، ومرشح يمثل إحدى العائلات الكبيرة في السفيرة، بينما لم يحسم أمر مرشح المنية بعد.
كذلك سيكون هناك لائحة للقوى التي كانت تعرف بـ 8 آذار تضم جمعية المشاريع والحزب السوري القومي الاجتماعي، وحركة التوحيد وشخصيات مستقلة، ومرشح علوي مقرب من الحزب العربي الديمقراطي، إضافة الى النائب السابق جهاد الصمد في الضنية.
ومن المرجح أيضا أن تشكل الجماعة الاسلامية لائحة خاصة بها ذات طابع إسلامي، في حال لم يتسن لها إيجاد تحالف إنتخابي مع جهة سياسية، في حين يتجه النائب السابق مصباح الأحدب الى التعاون مع بعض الشخصيات النقابية والمدنية المعارضة.
أما المجتمع المدني فيبدو أنه سيكون لديه ثلاث لوائح على الأقل، الأولى أعلن الدكتور جمال بدوي وجورج شبطيني نواتها تحت عنوان “حراس المدينة” فاتحين الباب لانضمام مرشحين آخرين إليها، والثانية من ″حزب سبعة″ و″تيار قاوم″، والثالثة تضم مجموعة من الناشطين في هيئات مدنية مختلفة يتقدمهم النقيب نعمة محفوض.