مطارالقليعات على السكة الصحيحة.. الصينيون مهتمون… نجلة حمود

يحتل مشروع تجهيز وإعادة تشغيل مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات في عكار، على إهتمام ومتابعة الحكومة اللبنانية، والسفارة الصينية التي تتابع عن كثب هذه المشاريع وقامت مرارا بأكثر من جولة إستطلاعية على حاجات الشمال الانمائية. 

وقد بات واضحا أن المحادثات التي إنطلقت قبل مدة بين ممثلي المؤسسات الصينية المعنية بمشاريع الاعمار، والجهات الرسمية اللبنانية، وتحديدا رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي أوعز بالاهتمام بالمرافق الرئيسية في شمال لبنان والتي يضعها في طليعة المشاريع الانمائية الاستراتيجية اللبنانية وهي: أوتوستراد الرئيس رفيق الحريري الذي يربط عكار بطرابلس وبالحدود الشمالية، المنطقة الاقتصادية، المرفأ، مطارالقليعات، وسكة الحديد التي تصل طرابلس بعكار ومن ثم باتجاه مدينتي حمص وطرطوس السوريتين.

وجاءت الزيارة التي قام بها وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، ومستشار الرئيس الحريري عبد الغني كبارة، والسفيرالصيني في لبنان وانغ كرجيان، بحضورمستشارة الشؤون الاقتصادية في السفارة زهانغ فنغلينغ الى مطار القليعات السبت الفائت إستكمالا للمحادثات الحاصلة، حيث كان في إستقبالهم قائد قاعدة القليعات المقدم الركن الطيار برنار خشان، مسؤول مخابرات الجيش اللبناني في عكار العقيد ميلاد طعوم.

وقدم خشان شرحا مفصلا عن واقع المطار ومدرجاته، وأبرز حاجاته والأدوار الحالية التي يقوم بها والتي تشمل اضافة الى المهمات والتدريبات العسكرية اليومية، البحث والاستطلاع، إخلاء طبي، رش المبيدات والبذور ومكافحة حرائق الاحراش.

وإطلع الوفد من الوزير المرعبي على ″أهمية المطار وضرورة وضعه في الخدمة ليكون مطارا مدنيا رديفا لمطار رفيق الحريري الدولي الذي يعاني ضغطا هائلا جراء عدم قدرته على إستيعاب الأعداد الهائلة من المسافرين، مما يؤمن الحاجات الوطنية ليس على صعيد نقل المسافرين فقط، بل للشحن والتصدير الزراعي، والتدريب وصيانة الطائرات من مختلف الوجهات، وموقف للطائرات الخاصة والهليكوبتر التي سيزداد استعمالها مع مرحلة استخراج النفط والغاز لنقل المعدات والخبراء″.

وأضاف المرعبي: ″لا بد لنا ايضا من الاضاءة على الترابط المميز ما بين المنطقة الاقتصادية و مرفأ طرابلس وأوتوستراد الرئيس الحريري وسكة الحديد، اضافة الى كون المطار يقع في سهل عكار الساحلي الذي يسمح بتوسعة المطار قدر اللازم وانشاء منطقة صناعية اقتصادية حرة مع مناطق شاسعة خاصة بالمستودعات والتخزين لتلعب دورا عالمياً و اقليمياً ً، وكل هذا يجعل من مطار الرئيس رينيه معوض جديراً ان يشكل أحد زاويا مثلث اقليمي عالمي يضم مطاري جدة و دبي ليؤدوا معا دوراً رائداً ومميزاً ليس له مثيل، يضاف الى الدور الطبيعي الذي سوف يؤديه كمطار مخصص للسفر أو الشحن “من مطار داخلي الى مطار داخلي آخر″.

وشدد المرعبي على ″أن المطار الذي سيرفد مشروع ″طريق الحرير″، الذي يمتد من الصين باتجاه دول العالم، بامكانيات لوجستية استثنائية نظراً لموقعه على البحر، سيشكل للبنان ومحافظة عكار رافعة اقتصادية واستثمارية نادرة قل نظيرها، خاصة لما تخلقه من فرص عمل هائلة والتي تعتبر الشغل الشاغل للرئيس الحريري″.

ولفت المرعبي الى ″أن أكثرمن جهة عالمية أبدت مرارا رغبتها في استثمار المطار من خلال تطويره و تشغيله ولكن وقائع الحرب في سوريا أخرت الأمر،ونحن اليوم نسعى للحاق بالتطور الحاصل والانتهاء سريعا من الدراسات الاولية المتعلقة بالمطار، التي يتابعها مشكورا وزير الاشغال والنقل يوسف فنيانوس، كون الأولوية دائما ووفقا لتوجيهات الرئيس الحريري للمشاريع المعدة دراساتها والتي تشجع المؤسسات الدولية على دعمها وتمويلها″، مؤكدا ″أن الوقت قد حان لوضع مطار القليعات على السكة الصحيحة، وذلك بالتعاون مع قيادة الجيش وضباطه الذين أبدوا كل إهتمام ورعاية، لافتا الى أن التعاون التنسيق مع قيادة الجيش سيكون متواصلا ″.

يقع مطارالرئيس رينية معوض في منطقة القليعات على ساحل عكار، ويعتبر ثاني مطارات لبنان بعد مطار رفيق الحريري الدولي، ويبعد نحو 25 كيلومترا عن مدينة طرابلس، ونحو مئة  وعشرين كيلومترا عن العاصمة بيروت، ويحتوي المطار على مدرج، يبلغ طوله  3200 مترا كما يبلغ عرضه 1000 مترا، إلى جانب منشآت ومرائب للطائرات، وهنغارات وأبنية صغيرة.

وقد بني مطار القليعات، في ثلاثينيات القرن الماضي، شركة نفط العراق ″أي.بي.سي″ البريطانية لخطوط نقل البترول من كركوك العراق الى البداوي شمال طرابلس، عبرسوريا ليكون همزة وصل بين مصافي البترول التابعة لها في العراق ومقر الشركة في بريطانيا.

وشهد مطارالقليعات خلال الحقبات الماضية حركة محدودة، ففي العام 1967 إبان النكسة، وتوقيع لبنان على معاهدة الدفاع العربي المشترك، قررت القمة العربية رصد مبالغ مالية لإعادة تأهيل مطارالقليعات من الناحية العسكرية وتجهيزه بالمعدات الحربية لاستقبال الطائرات والجنودعند الضرورة، وذلك في إطار دعم ″دول الطوق″ في وجه العدوان الإسرائيلي. كما تم استخدام المطار مرات عدة في العام 1975 خلال الحرب الاهلية بغرض تسهيل التنقل بين بيروت والشمال، ثم خلال أحداث عامي 1988 و1989 حيث جرى استخدامه كمطار مدني، بفعل انقطاع الطريق الساحلية بين الشمال والعاصمة بيروت، وتحت ضغط الهيئات الشمالية، قامت (شركة طيران الشرق الأوسط) بتسيير رحلات إلى مطار بيروت ذهاباً وإياباً.

ويمكن القول إن مطارالقليعات دخل الى التاريخ السياسي في لبنان من بابه الواسع،عندما استضاف أحد أبرز وأهم الاحداث السياسية في العام 1989 والتي شكلت مفصلا أساسيا  في حياة اللبنانيين، يوم حطت على مدرجه ثلاث طائرات تحمل النواب اللبنانيين القادمين من المملكة العربية السعودية وأعضاء اللجنة العربية المكلفة بتطبيق اتفاق الطائف، حيث تم انتخاب الرئيس رينيه معوض أول رئيس لجمهورية الطائف، وقد أطلق اسمه على المطار بعد استشهاده. وخلال عدوان تموز 2006 وجد العدو الاسرائيلي في مطارالقليعات هدفا إستراتيجيا له، فشنت طائراته الحربية غارة عليه، واستهدفته بستة صواريخ ما ألحق أضرارا جسيمة بالمدرج وبعض المنشآت.

وبعد أحداث مخيم نهر البارد عاد المطار ليتصدر الاهتمام السياسي والعسكري والاعلامي في الداخل والخارج، كماحظي باهتمام لافت من قبل الادارة الأميركية وجهات حكومية أجنبية وعربية أوعزت الى إدارات معينة، بوجوب إجراء كشف هندسي سريع على أوضاع المطار وتحديد حاجياته،  ودرس مايجب القيام به على صعيد وضعه في الخدمة في الأحوال الاضطرارية، وتم الحديث عن ورش تأهيل طالت مختلف أقسامه.

Post Author: SafirAlChamal