هل اتفق عون وجعجع على الخلافة أم لا؟… مرسال الترس

بالرغم من ″أدوات التجميل″ التي يتم اعتمادها لسد الفجوات بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، و″التصريحات الملطفة″ التي تسعى لاحتواء التوتر المتصاعد بين الطرفين يوماً بعد آخر، يكاد يُجمع المراقبون والمتابعون على أن الحال التي وصلت اليها التشنجات بين ″الشقيقين اللدودين″ قد باتت خارج سياق المصالحات، لأن اسبابها ليست وليدة التعيينات الادارية أو التشكيلات القضائية أو بواخر الكهرباء، وصولاً الى التهديد بالاستقالة من الحكومة، إنما القصة أعمق من ذلك بكثير، وتتمحور حول من سيخلف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا بعد خمس سنوات.

صحيح أن الرئيس عون قد أسهب في اللقاء الاعلامي الذي عقده في القصر الجمهوري بختام السنة الاولى لولايته في الحديث عن إنجازات العهد في حقول متعددة، مجدداً إطلاق الوعود بمحاربة الفساد، ولكنه منذ ″اعلان النوايا″ في معراب لم يُشر الى ما تم الاتفاق عليه في ذلك اللقاء الذي اعتبرته اكثرية المسيحيين تاريخياً.

في حين كانت أجواء القوات اللبنانية أو من يدور في فلكها تلمح الى أن أحد أبرز النقاط التي تم التركيز عليها هي في أن يدعم التيار الوطني الحر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الوصول الى ″قصر الشعب″ كعربون وفاء للتنازل الذي قدمه بالموافقة على انتخاب عون رئيساً للجمهورية اللبنانية.

واذا كان الصحيح أيضاً أن جعجع قد أيد ترشيح عون للرئاسة من أجل قطع الطريق على وصول رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه الى بعبدا والذي حظي آنذاك بتأييد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، فانه منذ اليوم الأول لدخول عون الى القصر الرئاسي فقد بدأ صهره جبران باسيل الذي تولى لاحقاً وزارة الخارجية والمغتربين بالتفكير في أنسب الطرق التي تساعده على خلافة عمه وهو الامر الذي أغاظ القوات وأخرجها عن طورها.

فهل صحيح أن عون وجعجع قد اتفقا على هذه المسألة في معراب أم لا؟ فاذا كان الامر قد حصل فمعنى ذلك أن باسيل قد وضع الاتفاق وراء ظهره ويعمل على تنفيذ خارطة الطريق التي توصله الى رئاسة الجمهورية، بعدما ورث عمه في زعامة التيار البرتقالي.

أما اذا كان الامر سلباً، فمعنى ذلك أن القوات تسعى الى تشويه صورة باسيل في نظر الرأي العام، من أجل إفشاله باعتباره ورقة العهد الرابحة، وبالتالي فان كل جهدها سينصب على تعبيد الطريق أمام جعجع لخلافة عون مهما كانت العواقب.

وفي الحالتين على من يعنيهم الامر توضيح الصورة للرأي العام حتى لا يخرج الطرفان بخسارة تسمح لفريق ثالث باقتناص الفرصة.      

Post Author: SafirAlChamal