طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية .. لـ تتحول الخاصرة الضعيفة الى رافعة نهوض… غسان ريفي

تشكل ″مبادرة طرابلس العاصمة الاقتصادية للبنان″ التي أطلقتها غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال، فرصة تاريخية أمام المدينة للنهوض من كبوتها، ولتتحول من خاصرة ضعيفة الى رافعة إقتصادية لكل الوطن خصوصا في ظل المستقبل الواعد الذي ينتظرها على صعيد إعادة إعمار سوريا، والدور الذي يمكن أن يلعبه مرفأ طرابلس الذي يشق طريقه بخطوات ثابتة نحو العالمية.

لا ترتبط المبادرة بطرابلس حصرا، بل إن المدينة بما تختزنه من مرافق إقتصادية وسياحية وتجارية وثقافية، ومن إمتداد إستراتيجي باتجاه سوريا، وإنفتاح على كل المناطق اللبنانية، كفيل بجعلها عاصمة إقتصادية تعود بالنفع على كل لبنان.

لطرابلس ميزات تفاضلية عدة، فهي المدينة المملوكية الثانية في العالم بعد القاهرة، ما يؤهلها لأن تلعب دورا كبيرا على المستويين الثقافي والسياحي، وفيها أهم وأكبر معرض في الشرق الأوسط، ومرفأ متطور بدأ يشق طريقه نحو العالمية، ومطار يمكن أن يلعب دورا رديفا لمطار بيروت الذي لم يعد قادرا على إستيعاب أعداد المسافرين، ومصفاة للنفط يمكن أن تجعل المدينة قبلة أنظار الشركات المهتمة بهذا القطاع، ومنطقة إقتصادية من المفترض أن تبصر النور قريبا، وسكة حديد إذا ما جرى تأهيلها فانها كفيلة بربط طرابلس بسوريا وعبرها بتركيا وكل أوروبا، فضلا عن الصناعات الحرفية والتراثية من الحلويات الى النحاسيات والصابون والمفروشات، والقدرات البشرية الناشطة، خصوصا أن طرابلس في تصنيف تقارير الأمم المتحدة هي مدينة شابة حيث أن أكثر من 60 بالمئة من أهلها هم تحت سن الـ 25 عاما.

وكانت غرفة التجارة وضعت كتيبا تعريفيا حول ″مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية″ لتوثيق قدرات المدينة، وذلك بعد أن عمل رئيسها توفيق دبوسي على ترويج هذه المبادرة في كل المحافل السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية، وصولا الى حصوله على وعد من رئيس الحكومة سعد الحريري بوضع بند هذه المبادرة على جدول أعمال مجلس الوزراء الذي من المفترض أن ينعقد في طرابلس تمهيدا لاقراره.

الكتيب الذي أعده الدكتور نادر غزال والصحافي صبحي عبدالوهاب، تحدث عن المبادرة، ماهيتها، رؤيتها، رسالتها، إضافة الى عرضه لصورة المدينة وهويتها وشخصيتها، وميزاتها التفاضلية، ومزاياها الجوهرية وقدراتها التنافسية، ومحاور العمل الاستراتيجي فيها.

ويشير الكتيب الى أن أبرز الأهداف الاستراتيجية لهذه المبادرة هي:

أولا: إبراز الهوية الجديدة للمدينة في الداخل الوطني كما في الخارج الاقليمي والدولي.

ثانيا: القيام بالدور التنسيقي بين كل المكونات والعناصر التي تساهم في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية في المدينة.

ثالثا: السعي لاستقطاب إستثمارات خارجية ومحلية.

رابعا: المساهمة في متابعة المشاريع التنموية العالقة أو التي ما تزال قيد التنفيذ.

خامسا: فتح أفق التعاون بين القطاع الخاص المحلي والقطاع الخاص الاقليمي والدولي.

ويضيء الكتيب على مواطن القوة في المدينة من المرفأ الى المعرض، الى المنطقة الاقتصادية الخاصة، الى المطار والمصفاة وشبكة القطار، والقطاع الصناعي، وقطاع الحدمات، والجامعات والقطاع الصحي، والسياحة والكابل البحري والملعب الأولمبي والجزر البحرية قبالة شاطئ طرابلس والمحميات البيئية التي تشكل كنوزا طبيعية، إضافة الى المخزون الكبير من الغاز والنفط في البحر قبالة شواطئ طرابلس وعكار، ما سيفتح المجال أمام المنافسة في الاستثمارات.

ويعتبر الكتيب أن المبادرة لا تعدو كونها إجتهادا مخلصا لغرفة التجارة، يهدف الى إعادة مجد إقتصادي بناء على أسباب ومسوغات وظروف ومزايا تفاضلية واقعية تميزها عن سواها من المدن، مؤكدا أن منهجية السير في كل مراحل المبادرة ستكون تشاركية تحرص على سماع أفكار وطروحات كل المعنيين وشركاء النجاح في تحقيق المبادرة.

ويخلص الكتيب الى أن المهمة صعبة، والسير سيكون في طريق شائكة مليئة بالتحديات، داعيا الجميع الى تبني هذه المبادرة، التي ليست ملكا لأحد، بل هي تخص النهوض بالمجتمع اللبناني كما الطرابلسي والشمالي على حد سواء.

وكتب رئيس الغرفة توفيق دبوسي في الصفحة الأولى من الكتيب: ″تعتبر طرابلس بفعل موقعها الجغرافي الاستراتيجي من أكثر المدن اللبنانية تأثيرا في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والدول العربية، فالمدينة معروفة عبر التاريخ كنقطة تبادل تجاري، وكذلك فانها تتمتع بمزايا تنافسية ثقافية وتراثية عديدة، تؤهلها لتكون محجة للسياح من مختلف أصقاع الأرض.

وأضاف دبوسي: تتطلع غرفة التجارة الى تضافر كل الجهود لدى الادارات بهدف تعزيز مناخ الشراكة الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص، لجهة المشاريع الحيوية والأساسية التي ستفضي حتما الى تفعيل دورة الحياة الاقتصادية والاجتماعية فيها، والتي ستتسع مروحتها لتطال مساحة الوطن، إذ تتمتع طرابلس باحتضانها لمشاريع ومرافق ومؤسسات عامة وخاصة، وطاقات بشرية متخصصة وعالية المستوى، تشكل بمجموعها مواطن قوة إقتصادية وإستثمارية وطنية، غير متوفرة بشكل متكامل في مناطق لبنانية أخرى.

وختم دبوسي: هذه المزايا التفاضلية مجتمعة تؤهل طرابلس لتكون رافعة للاقتصاد الوطني وعليه فهي تستحق عن جدارة لقب عاصمة لبنان الاقتصادية.″

Post Author: SafirAlChamal