زيتون وزيت الكورة.. في خطر؟

تسعى ″التعاونية الزراعية لتطوير انتاج الزيتون″ في داربعشتار، للسنة الثانية على التوالي، لدعم المزارع وتثبيته بارضه وجذب المستهلكين للبلدة، من خلال “مهرجان قطاف الزيتون وانتاج الزيت”، الذي تقيمه برعاية البلدية، وبالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية الدوليةUSAID/LIVCD.

تقدم التعاونية الارشادات اللازمة للمزارع لتحسين انتاجه وتطويره وفقا للمواصفات العالمية. كما تقوم من خلال المهرجان على جذب المستهلكين والزوار لتسويق الانتاج والتعريف بالبلدة ومواسمها الزراعية العديدة بعرض المونة والمشاركة بالقطاف الميكانيكي، والعصر بالمعاصر المتطورة، وتذوق الماكولات البلدية الصحية، ومشاهدة كيفية صنع الصابون، والسير في الطبيعة.

يرى رئيس التعاونية الدكتور خوسيه بو غصن ان اهمية المهرجان تكمن في” جمع المستهلك مع المنتج، والتعريف بمنطقة الكورة وميزاتها كما بالزيتون والزيت البكر الممتاز، وتوعية المستهلكين لاختيار الزيت والزيتون الجيد منعا لغشه”.

ويشجع مدير قطاع زيت الزيتون في برنامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية المهندس رولان عنداري المزارعين على ري مزروعاتهم بمياه الزيبار اسوة بالتعاونية في داربعشتار، داعيا المستهلكين للاعتماد على الجفت في التدفئة كبديل عن الحطب حفاظا على البيئة وللتخفيف من الكلفة. ويشجع على شراء منتوجات المعرض لما تمتلكه من جودة عالية.

وفي حين يعتبر ابن البلدة شربل بو غصن ان” زيت الزيتون هو المادة الاكثر تعرضا للغش في العالم. يدعو المستهلكين لاختيار الزيت الجيد من مصدره. متمنيا على الدولة حماية المستهلك من الزيت المغشوش نظرا لاهميته الصحية والغذائية والعقلية.

 ويرى ان” ما تتميز به الكورة بشكل عام وداربعشتار بشكل خاص كروم الزيتون التي يجب الحفاظ عليها وعلى قيمتها ووجودها كمورد للرزق ورمز للكورة”.

وبستعرض الرئيس السابق للتعاونية رفول رفول واقع تصريف الانتاج السنوي للزيت في الكورة. مؤكدا انه في سنوات سابقة بقي الزيت في الخوابي جراء ارتفاع سعر الكلفة وتدني اسعار المبيع لاغراق الاسواق بالزيت الاجنبي. مشيرا الى ان التعاونية حينها تحملت الخسارة واشترت الانتاج من المزارع. متمنيا على الدولة اجراء الرقابة الفعلية على هذا القطاع لحماية المزارع وتثبيته بارضه.

ويعبّر المختار إدمون ابو غصن عن معاناة ابناء البلدة الزراعية لاسيما زراعة الزيتون. حيث ان المزارع الذي مايزال يتمسك بأرضه وارزاقه مهمل من الدولة. اذ ان عمله على مدار العام لا يكفي لسد مصاريفه من انتاج الموسم. وهو بامس الحاجة لمده بالخبرة والادوية والمواد الكيمياوية وغيرها. مشيرا الى ان كثيرا من المزارعين كانوا يعتمدون على انتاج الزيتون لوحده بالمعيشة. واليوم تبدل الحال لكثرة مصاريف خدمة الكروم واجور العمال والمنافسة الخارجية. متمنيا على المسؤولين توقيف استيراد الزيت وحبوب الزيتون.

في المقابل يشدد رئيس البلدية اسحق عبود على ان البلدية من اولى اهتماماتها الاهتمام بالمزارع وانتاجه المحلي. معربا عن دعمه للمزارع بتامين الادوية له وتشجيعه، والسعي لتسويق انتاجه عبر جمعية فرنسية.

ولانجاح المهرجان قدمت السيدة غراسيا رومانوس الموقع لتنظيمه في اجمل واحة في الطبيعة، من قناعاتها بان” شجرة الزيتون هي شجرة مباركة، وتراث كوراني يجب المحافظة عليه. ونوهت بكل من ساهم لانجاح المهرجان الذي يجمع الاهالي كبارا وصغارا، على مدى يومين، في قطاف الزيتون والمشاركة بعصره، والتلذذ بالماكولات القروية التقليدية في اجواء عائلية.

Post Author: SafirAlChamal