وُضعت طبخة إنتخابات نقابة المحامين في طرابلس لاختيار عضوين لمجلس النقابة، على نار حامية، حيث بدأت التيارات السياسية تستعد بشكل جدي لهذا الاستحقاق الذي يتعبر ″بروفة″ على مسافة سنة من الانتخابات على مركز النقيب الذي من المفترض بحسب العرف المتبع أن يكون مسلما، فيما أطلق بعض المرشحين حملاتهم الانتخابية لتأمين أصوات بعض الكتل النقابية الى جانب الدعم السياسي المتوفر لكل منهم.
في يوم الأحد الثاني من شهر تشرين الثاني، (حيث في العادة لا يكتمل النصاب في الجلسة الأولى المقررة دائما في يوم الأحد الأول من هذا الشهر)، تنتهي ولاية النقيب فهد المقدم وجورج عاقلة من عضوية مجلس النقابة، حيث سيختار المحامون عضوين جديدين لمقعدين يتنافس عليهما مرشحون يسعون الى كسب التأييد السياسي للانطلاق بقوة في المعركة التي تشير طلائعها الى أنها ستكون حامية.
يبدو واضحا أن ثمة خلط أوراق ضمن بعض التيارات السياسية، وفي مقدمتها تيار المستقبل الذي يشهد إنقساما بين محامييه على قرار القيادة المركزية دعم المرشحيّن المسيحي والمسلم.
على صعيد المرشح المسيحي، يبدو أن قرار القيادة المركزية للمستقبل يتجه الى الدخول في معسكر دعم مرشح القوات اللبنانية باسكال ضاهر الذي من المفترض أن يحظى أيضا بتأييد التيار الوطني الحر، وحركة الاصلاح، لكن “القرار الأزرق” يجابه بالرفض من بعض المحامين المتعاطفين مع المرشحة جورجينا عسال الناشطة في نقابة المحامين، والناشطة ضمن تيار المستقبل منذ العام 2005، حيث تولت منسقية دائرة البترون منذ العام 2011 وحتى العام 2016، حيث قدمت إستقالتها تمهيدا للترشح الى عضوية نقابة المحامين بناء على وعد من “المستقبل”.
ويقول مطلعون: إن المحامية عسال تلقت وعودا من قيادة “تيار المستقبل” ومن الأمين العام أحمد الحريري شخصيا بدعم ترشحيها وذلك منذ سنوات، لكن في العام 2013 طلب منها التنحي للمرشح كوستي عيسى، وفي العام 2014 طلب أيضا منها إفساح المجال للمرشح باسكال ضاهر الذي لم يحالفه الحظ، وفي عامي 2015 و2016 طلب منها أيضا الرضوخ للتسوية، على أن يتم دعمها في إنتخابات العام 2017.
ويضيف المطلعون: إن المستقبل لم يف بوعده للمرشحة عسال، حيث آثر الاتجاه الى دعم ضاهر على حسابها، لكنها هذه المرة أصرت على الاستمرار في الترشيح، ونظمت حفل غداء دعت إليه عددا من المحامين، حاول تيار المستقبل تفشيله، حيث تؤكد معلومات أن قرارا من الأمانة العامة صدر الى محاميي “المستقبل” يطلب منهم مقاطعة الغداء، لكن هذا القرار تعرض للخرق من عدد كبير من المحامين الزرق الذي لبوا دعوة المرشحة عسال وأكدوا تمسكهم بدعم ترشيحها.
أما على صعيد المرشح المسلم فيبدو أن المحامي بلال هرموش المقرب من الجماعة الاسلامية، سيحظى بدعم “تيار المستقبل”، لكن قسم من التيار وتحديدا في الضنية يقفون ضد هذا الدعم، وتشير المعلومات الى أن هؤلاء نجحوا في إقناع المحامية سيرين الرافعي بتقديم ترشيحها، وبدأوا بترويج إسمها بين محاميي المستقبل، وقد حاول مكتب المحاماة التابع للنائب سمير الجسر ثني الرافعي عن هذا الترشيح لكن الاتصالات حتى الآن لم تصل الى نتيجة إيجابية.
من جهته يسود الارتباك “تيار المردة” الذي أعلن دعم ترشيح المحامي ريمون خطار مدعوما من تيار الوزير فيصل كرامي، في وقت تصر فيه المرشحة باسكال أيوب المقربة من المردة عبر زوجها الاستمرار في ترشيحها، الأمر الذي يربك “المردة” لامكانية تسرب العديد من الأصوات لمصلحة باسكال، في الوقت الذي يحتاج فيه المرشح خطار لكل أشكال الدعم خلفه.
من المنتظر في الأيام القليلة المقبلة أن يتبلور التحالف الذي يُعمل على تظهيره بين القوات والعونيين والمستقبل والاستقلال لدعم المرشحين باسكال ضاهر وبلال هرموش بشكل مبدئي، في حين ما يزال “تيار العزم” يدرس خياراته، وكذلك كثير من الكتل النقابية والنقباء السابقين الذين يشكلون بيضة القبان في أي إنتخابات.