من ينقذ سهل زيتون الكورة؟… فاديا دعبول

إنطلق موسم قطاف الزيتون ″الخضير″ في الكورة، في حين أن نصف مليون شجرة معمرة، في سهل الكورة الوسطى، الممتد بين اميون وكفرحزير وبشمزين، فارغة كليا من الثمار، وبشكل غير مسبوق في تاريخ القضاء، وذلك بعد أن تآكلتها الامراض جراء الرطوبة والمستنقعات الناتجة عن حفريات يفوق عمرها الثلاثين عاما.

لا تتجاوز نسبة الموسم هذا العام الـ40 في المئة، مثلما هو الحال في بلدات كفرقاهل وبصرما وكوسبا وكفرعقا وبدبا وبترومين، في حين انها افضل على الساحل الكوراني إذ تصل الى 70 و80 في المئة.

هذا الواقع المتردي لشجرة الزيتون المباركة، التي طالما كانت مصدر رزق اساسي لغالبية ابناء الكورة، منذ سنوات طويلة، يستدعي دق ناقوس الخطر، لاسيما بعد الجولة الميدانية التي رافقت “سفير الشمال” بها رئيس مجلس انماء الكورة المهندس جورج جحى الى السهل الكوراني المنكوب. حيث ان الحفريات التي انتجت مستنقعات وكما يسميها جحى” المحفار” تقضي على الزيتون وسائر الاشجار المثمرة تدريجيا. حتى انها “قضت بالكامل على مواسم التين واللوز والعنب، وهذا العام على الزيتون”. 

واللافت أن انخفاض” المحفار” بما يتجاوز الـ25 مترا تحت مستوى الزيتون، وعلى مساحات شاسعة، “يستنزف المياه والغذاء من الاراضي المرتفعة الى اسفل المستنقعات، ما يجعل الزيتون ضعيفا، لا سيما ان جذوره لا تتغلغل في التربة لاكثر من نصف متر عمقا كحد اقصى”.

وبعد ان كان محصول كل شجرة من هذه الاشجار يصل الى ما يزيد عن 45 كيلو، لا تكاد ترى الا حبات قليلة متفرقة، لا تتجاوز اصابع اليدين، رغم أن مجلس الانماء عمل في العام 1990 على مكافحة مرض عين الطاووس، برش المبيدات على نحو 400 الف شجرة. الا ان العوامل الاخرى عملت على تفاقم المشكلة مع توالي السنوات، في غياب الاهتمام، لاسيما من قبل المزارعين الذين أهملوا كرومهم لتراجع مردودها، فلم تعد الاشجار تقلم بشكل صحيح، فاستفحل بها “العفص”، ولم تعد الارض تفلح فكثر بها “العليق”، ولم تعد الاسمدة تروي الجذور فاضمحلت الاغصان.

تجاه ذلك وانقاذا لشجرة الزيتون، يقترح جحى تسليم هذه المساحات الشاسعة من الزيتون المهمل في سهل الكورة الى “شركة او مؤسسة او جمعية تعاونية تعمل على الاهتمام بها، وبيع محصولها، لقاء اسهم يستفيد منها كل مالك وفق حجم ملكيته”. ولتثبيت نظريته بضرورة الاهتمام بالارض، لتحسين انتاجيتها، رغم كل العوامل المحيطة، عمل على رفع سور حول عقار يملكه في السهل لحمايته اولا من الرعي الجائر، ومن ثم العناية باشجاره حتى غدت ارضه تنبض بالحياة في سهل يحتضر باكمله.

وتمنى جحى على البلديات الكورانية، في العام المقبل، تنظيم مهرجان موحد يعود ريعه لانقاذ شجرة الزيتون والاهتمام بها، لانها تراث كوراني على الجميع المحافظة عليه.

Post Author: SafirAlChamal