العرس اللبناني السلوي: فوز منتخب الأرز على كوريا.. برعاية رئيس الجمهورية…. غسان ريفي

توحّد لبنان بتياراته السياسية وطوائفه ومذاهبه يوم أمس، خلف منتخب الأرز بكرة السلة في إفتتاح بطولة كأس الأمم الآسيوية التي يستضيفها، والذي كان على مستوى المسؤولية الوطنية، فحقق فوزا مستحقا على منتخب كوريا الجنوبية القوي بنتيجة (72ـ66).

تناسى اللبنانيون خلافاتهم وأزماتهم ومشاكلهم وهمومهم، وكانوا على قلب رجل واحد خلف منتخبهم الوطني، ومن إستطاع منهم، شدّ الرحال الى ملعب مجمع نهاد نوفل الرياضي في ذوق مكايل الذي شهدت مدرجاته جمهورا “خرافيا” تعدى العشرة آلاف شخص، كانوا بمثابة اللاعب السادس في المنتخب، ومن لم يستطع تسمّر على شاشات التلفزيون في المنازل وفي المقاهي لمتابعة تفاصيل المباراة التي لم يخيّب منتخب الأرز ظنهم فيها، فإنتهت بنكهة لبنانية.

أما النكهة الأجمل في هذا الحدث، فكان حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي فاجئ الجماهير المحتشدة في الملعب، فدخل على وقع أغنية “تعلا تتعمر يا دار” ليبث الحماس في نفوس الجماهير الذين لمسوا الاحتضان الرسمي للمهة اللبنانية السلوية، وليرفع من معنويات اللاعبين الذين شعروا بحجم المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم، خصوصا عندما أصرّ الرئيس عون على زيارتهم في غرفة الملابس ليشد من عزيمتهم، وليؤكد لهم “أن لبنان كله يجتمع خلفهم ويضع ثقته بهم”، مطالبا إياهم “بتحقيق فوز يرسم الفرحة على وجوه اللبنانيين جميعا”، ليعود بعد ذلك الى المدرجات وسط تصفيق وهتاف الجمهور معلنا بداية العرس اللبناني السلوي الذي إكتمل بفوز من عيار الذهب الخالص حققه أبناء لبنان على المنتخب الكوري الجنوبي.

قبل بداية المباراة جرت مراسم إفتتاح البطولة الآسيوية التي إنطلقت بالنشيدين الوطنيين اللبناني والكوري، وتضمنت فقرات فولكلورية من التراث اللبناني، ومن ثم إستعراض المنتخبات الـ 16 المشاركة مع أعلامها التي إزدان بها ملعب نهاد نوفل، لتنفجر المدرجات تصفيقا مع مرور المنتخب اللبناني وظهور علم لبنان، فيما كانت الدبكة اللبنانية حاضرة على وقع الأغاني الشعبية.

2 (2)

بعد ذلك إنطلقت المباراة، فدفع المدير الفني لمنتخب لبنان راموناس بوتوتاس بتشكيلة ضمت اللاعبين: نورفيل بيل، فادي الخطيب، جان عبدالنور، وائل عرقجي وعلي حيدر، الذين إنطلقوا بقوة وتقدموا، لكن المنتخب الكوري عزز من دفاعه ورد عبر نجمه دونغيسوب، وتقدم بفارق أربع نقاط وهو التقدم الوحيد له في المباراة، قبل أن ينتفض اللبنانيون ويتسلموا زمام المبادرة، بصولات وجولات إخترقت الدفاع الكوري، وفرضت إيقاعا لبنانيا على أرض الملعب مع تألق لكل من عرقجي وحيدر في التسديد من خارج المربع ما منح منتخب الأرز تقدما في الربع الأول بفارق نقطتين(20 ـ 18).

في الربع الثاني لعب المنتخب الوطني بنفس الوتيرة مع تعزيزه لدفاع المنطقة والتصدي الرجولي للكوريين الذين وجدوا صعوبة في التحرك ضمن المنطقة اللبنانية، في وقت كان فيه رجال الأرز يواصلون هجماتهم وتسديداتهم فأتخموا السلة الكورية بالتسديدات، ونجحوا في توسيع الفارق الى 9 نقاط أنهوا فيها الشوط الأول بنتيجة (40ـ31).

مع بداية الربع الثالث كان المنتخب الوطني يضع نصب عينيه الابقاء على الفارق، وسط فرح عامر غمر الجمهور المحتشد الذي لم يتوقف عن التشجيع الحضاري ما أعطى اللاعبين اللبنانيين الثقة الكاملة والأفضلية، من خلال باسل بوجي ووائل عرقجي الذي عاد بقوة الى الاختراق والتسجيل، إضافة الى التألق المنقطع النظير لعملاق لبنان فادي الخطيب الذي بذل مجهودا دفاعيا وهجوميا الى جانب جان عبد النور، وسجل أكثر من مرة، ما رفع رصيد التقدم الى 13 نقطة لينتهي الربع الثالث (54ـ41).

في الربع الأخير كاد المنتخب الكوري الجنوبي أن يحقق مفاجأة من العيار الثقيل، عندما لعب بكل أوراقه، وبذل مجهودا كبيرا، مستغلا بذلك إطمئنان اللبنانيين للفارق المريح، فسجل الكوريون 11 نقطة دفعة واحدة، مقلصا بذلك الفارق الى نقطتين (54ـ52)، لكن رجال الأرز لم يستكينوا، فكشروا عن أنيابهم وقدموا أفضل ما عندهم وإجتاحوا المنطقة الكورية، وأعادوا الفارق الى 8 نقاط، قبل أن يلعب المنتخبان بكر وفر وبهجمة لهجمة، مع جهود دفاعية لبنانية حافظت على التقدم ومنحت الفوز للمنتخب الوطني بفارق ست نقاط (72ـ66).

3

وحقق لبنان فوزه السابع على كوريا الجنوبية في تاريخ اللقاءات الآسيوية بين المنتخبين منذ العام 1999، مقابل خمسة إنتصارات لكوريا.

وحل النجم اللبناني وائل عرقجي أفضل مسجل برصيد 22 نقطة الى 5 متابعات، واضاف كل من فادي الخطيب وعلي حيدر 16 نقطة مع 5 متابعات و4 تمريرات حاسمة، كما سجل جان عبد النور 7 نقاط مع 4 متابعات وأمير سعود 5 نقاط، والتقط باسل بوجي 12 كرة مرتدة.

ومن المنتخب الكوري سجل كل من: دونغسيوب 16 نقطة ومثله سكيون أوه مع 5 متابعات للأول و7 للثاني، وسانيونغ كيم 14 نقطة. 

Post Author: SafirAlChamal