عكار: إصابات خطرة بـ″الليشمانيا″ بين اللبنانيين.. والوزارة غائبة!.. نجلة حمود

أثار الحديث عن تسجيل عدد من الاصابات بمرض ″الليشمانيا″ بين اللبنانيين من أبناء بلدة حنيدر في وادي خالد حالة من الهلع في المنطقة، خصوصا أن ″الليشمانيا″ تعرف بأنها جرثومة خطرة، وتؤدي إلى نُدب وتشوّهات في الوجه، وتتوسع مخاطره لتطال كل الجسم، بدءًا من الصعوبة بالتنفس ونزيف بالانف، والشفاء منه لا يكون سوى بالكشف المبكر.

وكان سجل في عكار مع بداية  النزوح السوري عدة إصابات بمرض ″الليشمانيا″ بين النازحين، أو ما عرف آنذاك “بالحبة الحلبية” الذي ينتقل بلدغة حشرة تسمى ″ذبابة الرمل″ ومع كثرة الاصابات قامت وزارة الصحة بتوفير العلاج في المستشفى الحكومي ما ساهم في الحد من إنتشاره.

ولكن تسرب معلومات خجولة عن إنتقال المرض الى اللبنانيين أثار حالة من الهلع بين أبناء وادي خالد، حيث أفيد عن إصابة ما يقارب الـ 20 حالة بـ″الليشمانيا″ في بلدة حنيدر، بحسب ما يؤكد الناشط الاجتماعي أحمد السيد، لافتا الى ″وجود اصابات بين اللبنانيين، الذين يرفضون التصريح عن إصابتهم لما  يسببه الموضوع من إحراج لهم″، مؤكدا ″أن الموضوع خطير للغاية ويجب متابعته في أسرع وقت ممكن مع الحفاظ على خصوصية المرضى، الذين يفضلون تلقي العلاج بسرية تامة″.

ويضيف السيد: ″لقد قام عدد من المرضى باستشارة أطباء اكدوا الاصابة بـ″الليشمانيا″، الأمر الذي أثار مخاوفنا لأن علاجه صعب للغاية، وقد سبق لنا أن سمعنا عن عدد من الاصابات بين النازحين السوريين ولكن موضوع إنتقاله الى اللبنانيين جديد ومقلق″.

ويشدد السيد على ″ضرورة تدخل وزارة الصحة في الموضوع والعمل على تأمين العلاج المجاني للمرضى، لأن العديد منهم غير قادر على تأمين مصاريف وكلفة العلاج، كما أن عدد المصابين يزداد، وهو إذ ينتشر بكثرة في بلدة حنيدر الا أنه يوجد إصابات أخرى في بلدات وقرى وادي خالد ولكن الجميع يتكتم، لاعتبارات إجتماعية ناتجة عن القلق من نظرة الآخر للشخص المصاب″.

ويتحدث أحد الشبان من بلدة حنيدر المصاب بحبوب في جسده وتحديدا في يديه، عن أنه قام بزيارة أحد الأطباء في طرابلس، فأكد له إصابته بالليشمانيا، وقام بوصف دواء، ولكن لم يحدث أي نتيجة إيجابية، بل ان الحبوب تتوسع وتنتشر. 

وفي السياق نفسه علمت ″سفير الشمال″ بوجود إصابة خطرة بالليشمانيا يعاني منها النازح السوري حسين الحسين، في مدينة حلبا، حيث فوجئ أبناء حلبا منذ أيام بسعي البعض لجمع التبرعات لتأمين العلاج لأحد النازحين الذي دخل منذ عام تقريبا الى لبنان وهو بحالة سيئة جدا بعد تآكل وجهه بشكل  كامل.

وتعد إصابة النازح السوري حسين الحسين حالة متطورة جدا، بحسب ما أكد له الأطباء الذين عاينوه، إذ يؤكد ″أنه مصاب بـ″الليشمانيا″ منذ العام 1992، وهو زار لبنان طيلة 10 سنوات وتلقى العلاج في مستشفى الجامعة الأميركية من دون أن يتماثل للشفاء بل على العكس زاد وضعه سوءا مع مرور الوقت″.

ويضيف: ″أجبرت على النزوح من سوريا في محاولة لتأمين مساعدات في لبنان عبر المنظمات الدولية للتمكن من تأمين العلاج في الخارج، وذلك بعد أن أغلقت كل المنافذ، ولكن للأسف لم أتمكن من تحقيق أي نتيجة، بل ان الوضع زاد سوءا، لأن مفوضية اللاجئين لم تكترث لوضعي وهي طلبت مني تلقي العلاج في مستشفى حلبا الحكومي، حيث أكد لي الأطباء أن حالتي متطورة وتستدعي السفر الى الخارج، وعندما راجعت المفوضية بالأمر رفضت ذلك″.

ويلفت حسين (أب لخمسة أطفال) الى ″ان للأمر نواحي نفسية ومادية إذ لا يقبل أحد  أن أعمل لديه، والجميع لا يتقبلني ويرفض سائقو السيارات نقلي عندما يرون وجهي، والجميع يتهرب مني، لذلك انا أمضي غالبية وقتي في المنزل، وفور تعرضي لأشعة الشمس تتقيح الحبوب وتنزف دما وتتمدد″.

ويؤكد طبيب الجلد الدكتور أحمد كرم ″أن ″الليشمانيا″ مرض مزمن، في معظم الأحيان يصيب الجلد ونادراً ما يصيب الأحشاء الداخلية، وهو يصنف ضمن الأمراض الطفيلية حيوانية المصدر، يُصاب به الإنسان عن طريق لدغ أنثى نوع من البعوض تُسمى ″حشرة الرمل″، وهذه الحشرة صغيرة الحجم صامتة عند طيرانها وتعيش فى الجو الحار الرطب ويزداد نشاطها فى فصل الصيف، وتتغذى على دم الأنسان او الحيوان وتمتص هذا الدم من إنسان او حيوان مصاب (مثل الكلاب أو الثعالب حيث تعد هذه الحيوانات مستودعا لطفيل المرض) ويكون هذا الدم محملا بطفيل المرض والذى يتكاثر فى معدة الحشرة ثم يصل الى لعابها وعند لدغها إنسانا أو حيوانا سليما فإنها تحقن هذه الطفيليات في جسمه مسببة له المرض″.  

 ويضيف كرم: ″إن وجود ″الليشمانيا″ الجلدية، تكون على شكل حبة حمراء ذات فتحات صغيرة يخرج منها صديد، او على شكل حبة حمراء نافرة فوق سطح الجلد يغطيها طبقة من الصديد الجاف، و″اللشمانيا الحشوية″ التي تصيب الأحشاء الداخلية مثل الكبد، والطحال ونخاع العظم والغدد اللمفاوية ولها أعراض كثيرة″.

ويؤكد الدكتور كرم الى ″أننا نعاين العديد من الاصابات بين النازحين السوريين في عكار، ونقوم باحالتهم الى مستشفى حلبا الحكومي، حيث تؤمن وزارة الصحة العلاج بالابر مجانا لأن سعر الابرة الواحدة هو 200 دولار″.

Post Author: SafirAlChamal