ظاهرة سياحية بحرية لم يعرفها شاطىء منطقة البترون من قبل وشهدها هذا العام مع بداية موسم الصيف، طرحت تساؤلات لدى المتابعين واصحاب المسابح والمنتجعات السياحية حول واقع السياحة الصيفية في البترون لهذا العام.
مع موجة الحر التي حلت على لبنان وارتفاع درجات الحرارة، غص الشاطىء البتروني من جسر المدفون وصولا الى شمال مدينة البترون بالسياح وبرواد البحر، ما ساهم بحرمان عدد كبير من البترونيين من ارتياد البحر والتمتع بأشعة الشمس ومياه البحر. وهناك من حضر الى المسابح ولم يتمكن من إيجاد مكان حتى للوقوف أو الجلوس فعاد خائبا الى منزله.
هذا بالاضافة الى أنه، وخلال عطلة عيد الفطر، توقف السير عند مداخل مدينة البترون والساحل بسبب تدفق الزوار الذين قصدوا البحر وشاطئه لممارسة السباحة وتمضية أوقات من الراحة والترفيه.
من كل المناطق أتوا، من الجنوب والبقاع والعاصمة بيروت وطرابلس وغصت بهم المواقع السياحية البحرية والمنتجعات ومنهم من بكّر في الحضور لحجز مكانه خوفا من أن يحرمه تأخر موعد الحضور من لقاء مياه البترون وثروتها البحرية.
يقول أبو داني: “لم أصدق أنني لم أتمكن من إيجاد مسبح أدخل إليه مع عائلتي، بعد أن إنتظرت طويلا على مدخل أحد المسابح الذي شاهدت فيه روادا ارتضوا الوقوف فقط من دون أن يجدوا كرسيا يجلسون عليه فعدت أدراجي الى المنزل بعد أن أصيب الأولاد بالخيبة.”
ويقول فرح بولس مدير مسبح في البترون: “ما حصل لم يكن في الحسبان وما شهدناه كان بمثابة تظاهرة أو ثورة فاستقبلنا سياحا من شرق صيدا ومن البقاع الأوسط ومن قرى الجنوب ومن مختلف أقضية الشمال لأن الشاطىء البتروني يحتضن العديد من المسابح والمنتجعات والشواطىء التي بامكان رواد البحر ان يقصدوها.
ويضيف: مطاعم ومسابح عديدة ومتتنوعة أعادت للبترون العز الذي عرفته مع موجة المرابع الليلية منذ سنوات. ونحن حاولنا أن نقدم كل ما يلزم من نشاطات ومأكولات بالاضافة الى التسهيلات مثلا عدم وجود رسم دخول وتحديد أسعار مقبولة لكل ما يطلبه السائح من مأكولات وخدمات وغيرها.”
أما رئيس النادي اللبناني لليخوت ربيع سالم (صاحب مسبح) فيقول: “ها هي السياحة الداخلية تظهر للمتابعين وكأنها في عزّها لكن المفارقة أن اللبنانيين لم يتعودوا على حلول عيد الفطر في أول موسم البحر هذا بالاضافة الى أن عطلة نهاية الاسبوع اتصلت بعطلة عيد الفطر ما سمح للبنانيين وللسياح بالتنعم بفترة أطول من الراحة فقصدوا المسابح والشواطىء بدلا من إرتياد الجبال ومناطق الاصطياف.
ويتابع: لن ننسى عدد المغتربين في دول الخليج الذين حصلوا على عطلة طويلة مع قرار تمديد عطلة العيد ما شجعهم على أن يقصدوا لبنان لتمضية العطلة، وهكذا تزامن العيد مع بداية الموسم وتمديد العطلة كل ذلك ساهم في إحداث ثورة على مستوى السياحة البحرية وغصت طرقاتنا بالسيارات. ومن هنا نوجه نداء الى الرئيس العماد ميشال عون للعمل وبأسرع وقت لحل أزمة السير لأن الشمال اللبناني هو المتضرر الأكبر، وكذلك السياحة الشمالية والمواطن الشمالي الذي بات يتردد من العودة الى بلدته في نهاية الاسبوع خوفا من زحمة السير.