زغرتا: ″البيزوتاج″ ممنوع في الشوارع مسموح في المدارس.. حسناء سعادة

2 (2)

في مثل هذه الايام من كل سنة كانت ابواق السيارات التي ″يتعمشق″ بأبوابها طلاب السنة الثانوية الثالثة تصدح في شوارع زغرتا الرئيسية ومعها ترتفع البالونات الملونة، انه ″البيزوتاج″ او وداع المرحلة الثانوية والتوجه نحو الجامعة باحتفال ″منقول″ تحوّل عن مفهومه الفرنسي، والذي يعني استقبال الطلاب الجدد في السنة الجامعية الأولى وتعريضهم بين المزح والجد لشتى الإهانات من قبل الطلاب السابقين وذلك من أجل قبول صداقتهم الجديدة أو بالمعنى الأدق انتمائهم إلى الجامعة.

بات عند طلاب المرحلة الثانوية حفلاً لوداع المدرسة، مع ما يرافق ذلك من خروج البعض عن المألوف، وعن إطار اللياقة واستخدام المفرقعات النارية، الى التراشق بالبيض والطحين والمياه، الا انه هذه السنة منعت المدارس في قضاء زغرتا هذا الاحتفال على الطرقات بشكل نهائي، تحت طائلة توقيف الطلاب من قبل القوى الامنية اذا ما تمت مخالفة قرار المنع المتأتي من كثرة الحوادث التي كانت تقع نتيجة ″البيزوتاج″ وان كانت حوادث تبقى في اطارها الخفيف نسبيا الا انها في العديد من المرات استدعت دخول البعض الى المستشفيات.

على مدى شهر أيار يحتفل الطلاب ″بيزوتاجهم″، انما هذه المرة داخل حرم المدرسة وبطريقة لائقة، وغير مخلة بأمن المجتمع وتترافق مع احتياطات تتخذها إدارات المدارس منعا لوقوع حوادث قد تقلب الفرحة الى حزن ودموع.

طلاب دولاسال كفرياشيت حاولوا التذاكي على قرار المنع، الا ان الادارة سارعت الى احتواء الاحتفال ومنعت خروج الطلاب من حرمها فاكتفوا بالتراشق بالبيض، فيما إختار طلاب الناصرة كفرزينا توديع الحياة المدرسية بالرقص ودق الطبل في حرم المدرسة والتراشق بالمياه والطحين والعصير ليختم احتفالهم بغداء جامع.

تقول ريتا وهي طالبة في فرع الفلسفة: ″إن قرار المنع صائب لان الاحتفالات تكاد تتحول الى أعمال شغب وتحد بين طلاب الثانويات معتبرة ان بقاء الطلاب في حرم مدرستهم يحافظ على سلامتهم ويمنع حصول الحوادث″.

ترى باولا ان الاحتفال كان باهتا هذه السنة وان قرار المنع إعتباطي وجائر ″فالبيزوتاج″ بات تقليداً جميلا ينتظره الطلاب طوال مراحل تعليمهم، إلا أن هذه السنة ولأسباب مجهولة كان القرار الجامع من قبل المدارس بعدم السماح بالاحتفالات في الشوارع واقتصار الامر على تشاطات تقام داخل حرم المدرسة وهذا ما ازعجنا كثيراً.

من جهتها تعتبر ماري والدة احد الطلاب الثانويين انه ″حسناً فعلت المدارس بالغاء ″البيزوتاج″ لطلاب الشهادة الثانوية الرسمية، حيث كانت جولات سياراتهم في الشوارع وعلى المدارس في القضاء للتحدي، يتسبب بمشاكل كبيرة من سجال وتلاسن وحتى في بعض الاحيان تضارب″.

 اما ليلى (معلمة مدرسة) فتعتبر ان ″البيزوتاج″ المنظم جميل جدا، إلا أنه في بعض الأحيان يخرج عن مساره الطبيعي وصولا إلى نوع من الاعتداء على الآخرين وإستخدام المفرقعات النارية واحيانا التطاول على الاساتذة، ما دفع بمدارس زغرتا الرسمية والخاصة الى منع طلابها من الاحتفال به خارجها والاكتفاء بنشاطات وإحتفالات في حرم المدارس، بحضور الأساتذة ومنع التراشق بالمواد التي قد تتسبب بحوادث مثل ″السبراي″ الذي يدخل في العيون والبيض الذي يؤدي الى تزحلق الطلاب ووقوعهم على الارض، وما قد ينتج عن ذلك من كسور او غيره  من الحوادث.

وكانت شهدت السنوات السابقة تقديم شكاوى في المخافر ضد طلاب مشاغبين من قبل المدارس المتضررة التي عمد في احدى المرات طلاب «البيزوتاج» الى تكسير نوافذها. ″بيزوتاج″ نهاية السنة كان ينتظره جميع طلاب المرحلة الثانوية بدون استثناء، حيث كان يشكل محطة فرح للطلاب، ويوم خوف لأهاليهم لاسيما أنه خلاله لا تتم مراعاة قواعد السلامة العامة لاسيما خلال المسيرات، حيث يجلس الطلاب اما على اسطح السيارة واما يُخرجون نصف أجسادهم من نوافذها فيما اليوم بات الاحتفال به مقبولا ومطمئنا، وان كان ليس على ذوق الطلاب وتمنياتهم.

Post Author: SafirAlChamal