عصام فارس يزور البطريرك اليازجي ويلتقي أركان الطائفة: سيبقى لبنان هاجسي.. غسان ريفي

2أعطت عودة نائب رئيس الحكومة عصام فارس الى لبنان دفعا سياسيا كبيرا على المستوى الوطني من جهة، وعلى المستوى الأرثوذكسي من جهة ثانية.

ففي الوقت الذي يستعد فيه فارس لاجراء مروحة من اللقاءات مع العديد من المراجع والقيادات السياسية، إختار أن تكون زيارته الأولى بعد عودته، الى بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي في المقر البطريركي في دير سيدة البلمند، يرافقه نجلاه نجاد وفارس، ومدير عام مؤسسة فارس العميد وليم فارس، ومدير أعماله سجيع عطية.

تحولت زيارة فارس الى البلمند، الى لقاء أرثوذكسي بامتياز، شارك فيه الوزراء يعقوب الصراف، رائد خوري ونقولا تويني، والنواب: اسعد حردان، نضال طعمة، رياض رحال، غسان مخيبر وعاطف مجدلاني. والمطارنة الياس الكفوري، باسيليوس منصور، انطونيوس الصوري والاسقف كوستا كيال، عميد معهد اللاهوت في جامعة البلمند الاب بورفيريوس جورجي، رئيس دير سيدة البلمند البطريركي الارشمندريت رومانوس الحنات، اضافة الى رئيس جامعة البلمند بالوكالة الدكتور ميشال نجار وعمداء الكليات.

وأشارت مصادر المجتمعين لـ ″سفير الشمال″ الى أن اللقاء شهد نقاشا مستفيضا حول مستقبل الأرثوذكس في لبنان، وحقوق هذه الطائفة وحضورها في الدولة وكيفية تفعيله في الادارات والمؤسسات الرسمية، حيث قدم عدد من الوزراء والنواب سلسلة إقتراحات دعوا فيها الى الاستفادة من عودة فارس الى لبنان، من أجل توحيد الجهود الارثوذكسية، والعمل على إيجاد إطار يمكن أن يشكل ضغطا في حال تعرضت حقوق الطائفة لأي ظلم، كما إقترح البعض إنشاء ″مجلس أرثوذكسي أعلى″ تكون مهمته ملاحقة أمور الطائفة على كل صعيد.

وعلمت ″سفير الشمال″ أن المجتمعين ناقشوا كل ما يطرح على الصعيد الانتخابي، فشددوا على رفض التمديد للمجلس النيابي، وحذروا من الفراغ، مشددين على ضرورة إقرار قانون إنتخابي عادل يراعي صحة التمثيل، معتبرين أن كل القوانين الطائفية التي يتم طرحها لا تصب في مصلحة الأرثوذكس.

كما رحب المجتمعون بعودة فارس الى لبنان، متمنين أن تكون لخير لبنان، وأن يكون لها إنعكاسات إيجابية وطنيا وأرثوذكسيا.

قبل إنعقاد اللقاء المغلق، رحب البطريرك اليازجي بالرئيس عصام فارس، معبرا عن سعادته لعودته الى وطنه لبنان. رافعا الدعاء الى سيدة البلمند كي تظلله بحمايتها وتمده بالصحة والقوة وترعاه وترعى اعماله الصالحة في لبنان وبلاد العالم.

3

ورأى اليازجي أن عودة فارس مناسبة سعيدة يجتمع فيها وزراء ونواب الطائفة الحاليين والمطارنة في المقر البطريركي في جلسة اخوية للتشاور في ″اوضاعنا وظروفنا، وما يجري في المنطقة بشكل عام ولبنان بشكل خاص، إضافة الى البحث في شؤون الطائفة ودورها وتفعيل الدور الارثوذكسي وكافة المواضيع التي تهمنا، لاسيما أننا في هذه الايام يبقى لدينا الأمل بأن تفرج، رغم دقة الظروف والأوضاع، إن بالنسبة للقانون الانتخابي الجديد وغيره على جميع الاصعدة، رغم الصعوبات والتحديات في لبنان وسوريا والعراق والمنطقة.

وأكد اليازجي أننا ككنيسة انطاكية موجودون في المشرق وبلاد الانتشار، وفي كل مكان من بقاع الدنيا، كما اننا موجودون في لواء اسكندرون ولدينا نحو عشرة آلاف أرثوذكسي، ولدينا هناك احد عشر كاهنا. وقال: عندما نتحدث عن الكرسي الانطاكي نتحدث عن ابائنا واجدادنا الذين حملوا شعلة الايمان والنور والعلم والثقافة، وكان لهم الدور الريادي الكبير العظيم  في النهضة الثقافية والعمرانية والوطنية وغيرها في بلادنا وفي العيش المشترك مع اخوتنا المسلمين.

وفي هذه الظروف نسأل دوما كمسيحيين، كأقليات وغير ذلك، ونقول لهم نرفض منطق الاقليات والاكثريات، وقد نكون اقليات بالعدد ولكن الدور لا يتوقف على هذا المعيار، فنحن لسنا اقليات ولا نرى انفسنا اقليات.  فهذه البلاد لنا جميعا ودورنا وتاريخنا متجذر فيها ونحن باقون رغم التحديات والصعوبات فيها″

اثر اللقاء وزع مكتب الرئيس فارس تصريحا له جاء فيه: ″تشرفت اليوم بلقاء طيب ومحب مع غبطة البطريرك، حيث لا يمكن ان تكون اطلالتنا الاولى في لبنان عامة وعلى الشمال وعكار خاصة الا من بوابة هذا الصرح الروحي والوطني الكبير لنيل بركة غبطته في خطواتنا الاولى بعد عودتنا الى لبنان الحبيب″.

واضاف: ″كان اللقاء مع غبطته والسادة المطارنة الارثوذكس ونواب ووزراء الطائفة الارثوذكس طيبا بلقاء ارثوذكسي وطني في صرح يجمع في رحابه القيم الروحية للمحبة للسلام وللامان″. وإنني من هذا الصرح في البلمند لا بد لي الا ان اعرب عن عظمة سروري وفرحي وشوقي للقاء الاحبة في عكار والشمال وعلى مساحة الوطن كله، حيث اشتقنا الى ربوع بلدنا الحبيب وقد شعرت بأن لبنان يبقى دائما الموئل لكل من يؤمن بقيم الحق والعدالة والسلام.

وختم البيان: ″نحن على يقين ان هذا العهد الجديد سينصف منطقتنا، وخصوصا عكار التي كانت دائما ولا تزال في عقلي وفي وجداني كما كان ولا يزال وسيبقى كل لبنان يشغل هاجسي الاول والاخير أينما كنت، وإنني بكل أمل وثقة أن هذه البلاد ستشهد الخير والمزيد من الامان والاستقرار في ظل المساعي الجارية لبناء دولة المؤسسات ودولة العدالة والانصاف للمناطق اللبنانية كافة وخاصة المناطق التي تحتاج الى ورشة بناء كبيرة والى تضافر جهود جميع العاملين في الحقول السياسية والاقتصادية والاجتماعية كعكار والشمال″.

Post Author: SafirAlChamal