بدموع الفرح الممزوجة بحزن الانسلاخ عن الوطن والاقارب تقدم 30 صبياً وفتاة من اللاجئين العراقين لتناول القربانة الاولى لهم في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان في زغرتا.
على وقع الترانيم باللغتين العربية والسريانية التي صدحت في ارجاء الكاتدرائية توجه الاطفال الى المذبح لتناول القربانة الاولى فيما غصت الكاتدرائية باهالي الاطفال النازحين الى جانب اهالي زغرتا، تتقدمهم السيدة ريما سليمان فرنجيه في خطوة رمزية تؤكد التضامن والوقوف الى جانب هؤلاء الذين تهجروا قسراً من وطنهم واضطروا الى تقبل احد اسرار الكنيسة بعيداً عن المكان الذي نشأوا فيه.
ترأس الذبيحة الالهية بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف ثالث يونان بمعاونة كهنة ارسالية المهجرين العراقيين الابوين يوسف سقط ويعقوب عيسى، كما حضر ممثل البطريرك الماروني بشارة الراعي المطران بولس عبد الساتر والمطران بولس اميل سعاده وخادم رعية اهدن زغرتا الخوري اسطفان فرنجية والخوري جان مورا.
بعد الانجيل المقدس كانت عظة للبطريرك يونان توجه فيها بالشكر الى البطريرك الراعي والى رئيس كهنة رعية اهدن زغرتا الخوري اسطفان فرنجية وكل من ساهم في اتمام هذه المناسبة، ثم تحدّث عن معاني المناسبة دينياً وروحياً.
ولفت الى ″ أن القداس هو فعل فرح عليكم القيام به دائماً رغم بعدكم عن وطنكم وان تعيشوا الرجاء، وأطلب منكم أن تحبوا هذا البلد وأهله، انه البلد الذي احتضنكم وفتح لكم أبواب بيوته وكنائسه في حين أن كثيرين ما زالوا مشردين لا مأوى لهم ويتعذبون أكثر منا.″
وختم البطريرك يونان: ″نشكر الرب على هذه النعمة نعمة وجودكم في هذه الرعية ولقائكم مع اهلها الذين فتحوا لكم بيوتهم وقلوبهم وذكروكم بأننا شعب يسوع الشعب المسيحي القوي بايمانه وبرجائه والذي يشهد له بالمحبة″.
احتفال المناولة نظمه راهبات ورهبان الافراميات السريان الكاثوليك بمعاونة الراهبات الانطونيات بالتعاون بعض الجمعيات الزغرتاوية التي تعنى بامور النازحين حيث استمرت التدريبات لنحو ثلاثة اشهر وتقول والدة ليندا التي إحتفلت مع رفاقها اليوم بالقربانة الاولى انها رغم الغصة تشعر بفرح كبير لان جسد المسيح دخل قلب ابنتها رغم كل المآسي تمكنت من التقدم لنيل احد اسرار الكنيسة لافتة الى ان معظم المشاركين كانوا من الموصل وقره قوش ومن السريان والكلدان والاشوريين.