لا يوجد رابط وثيق أو واضح بين أن تكون أسطورة في الملعب كلاعب كرة قدم، وبين أن تنجح وتتألق كمدرب..
الامثلة كثيرة عن أساطير كروية فشلوا في مهمة التدريب فشلا ذريعا، أشهرهم على الاطلاق قد يكون دييغو مارادونا الذي يُعدّ أحد أفضل اللاعبين على مر العصور، إلا أن إنجازاته كمدرب هزيلة لا ترقى الى مستوى نجوميته كلاعب. فهو عُين مدربا لمنتخب الارجنتين الذي يضم نجوما امثال ليونيل ميسي لكنه لم يتخط معهم دور الربع نهائي في كأس العالم 2010 وأقصي بنتيجة قاسية (4-0)من قبل منتخب ألمانيا.
والأمثلة ايضا كثيرة عن لاعبين مغمورين نجحوا نجاحا منقطع النظير في تدريب فرق كبيرة ووصلوا الى النجومية: أرسين فنغر مدرب ارسنال، والسير اليكس فرجيسون مدرب المانشيستر يونايند خير امثلة على ذلك.
لكن أن تجمع المجد من أطرافه، أي أن تكون أسطورة في الملعب وخارج خطوط الملعب، هو النجومية المطلقة التي لا ينجح فيها الا قلائل، وقد تصحّ المقولة بزين الدين زيدان الذي يجمع ما بين تاريخه العريق المتألق كلاعب، وما بين تاريخه الحالي كمدرب الذي بدأ يكتبه بحروف من ذهب مع ريال مدريد.
تسلم زيدان في عامه الأول الفريق الملكي المتداعي من رافاييل بينيتز وانتشله وصعد به الى الفوز بكأس دوري الابطال، واعتبر كثر ان الحظ خدم الفرنسي. لكن في عامه الثاني اثبت ″زيزو″ أن قليلا من الحظ وكثيرا من العمل الدؤوب هو سر النجاح وهو اليوم أمام فرصة حقيقية لكتابة التاريخ، أولا باستعادة لقب الليغا الاسبانية التي غابت عن الملكي في آخر ست سنوات، وثانيا الاحتفاظ بلقب كأس دوري الابطال، وقد تقدم ″الميرنغي″ بفوزه (3-0) على اتليتيكو في ذهاب نصف نهائي الابطال، خطوة كبيرة نحو النهائي. وسيكون انجازا شخصيا لزيدان إذا إحتفظ الملكي بلقبه.
مجهود زيدان الشخصي واضح من خلال جهوزية الريال مدريد نفسيا لأنه يعمل على إحتواء لاعبيه النجوم الذين يثقون به، وجسديا لأنه إعتمد نظام المداورة، فوصل الملكي الى خواتيم مواسمه مستعدا من ناحية اللياقة البدنية، وبأقل إصابات بين اللاعبين وما ساعده أيضا هو وجود دكة إحتياط من الطراز الرفيع.
تدريب فريق كبير مثل الريال له رهبته، وزيدان الذي هو دائما تحت مجهر ادارة الملكي وتحت ضغط الجماهير، يعلم انه اذا لم يحقق القابا فهو سيرحَل شأنه شأن كبار المدربين الذين سبقوه، لكن يعتقد كثيرون أن مسيرة زيدان التدريبية ستكون حافلة وهو مرشح ليتخطى مع ريال مدريد انجازات خوسيه مورينيو، وحتى استاذه كارلو انشيلوتي.