لم تنجح المحاولات التي بذلها لبنان في تحسين علاقاته بالسعودية، بالرغم من كل الجهود الرئاسية الهادفة الى إستعادة لبنان مكانته العربية، من خلال رفع حرارة التواصل مع المملكة، ودول مجلس التعاون الخليجي، وإعادتها الى سابق عهدها من المتانة والثقة، حيث كان البلد الصغير مدللا طيلة عقود ماضية على مستوى الخليج العربي.
تشير المعلومات الى أن الجانب اللبناني لم يعدم وسيلة في سبيل رأب الصدع وإزالة كل الشوائب التي أدت حد سحب السفير السعودي علي عواض العسيري من بيروت، وربما كان إدراج الزيارة الخارجية اﻻولى لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى السعودية، يصب في إطار اﻻستدراك الرسمي لأهمية تمتين هذه العلاقة مع المملكة.
لكن يبدو أن الرغبة اللبنانية المشار اليها، ما تزال تصطدم بعوائق جدية وعقبات ضخمة ترخي بثقلها على امكانية تحسين العلاقة مع السعودية، خصوصا بعد المؤشر السلبي الذي طرأ مؤخرا على رفع التمثيل الديبلوماسي السعودي في بيروت، وإبقائه على مستوى القائم بالأعمال.
تشير معلومات مصدرها الرياض الى أن ثمة تريثا سعوديا في إيفاد السفير الجديد الى العاصمة بيروت لتسلم مهامه وتقديم أوراق إعتماده الى رئيس الجمهورية، وذلك بالرغم من إعلان وزارة الخارجية السعودية بشكل رسمي تعيين اللواء الطيار محمد سعيد الشهراني سفيرا جديدا لها في لبنان.
خطوة التراجع عن إيفاد السفير السعودي الجديد الى بيروت، والأسباب التي دفعت المملكة الى إتخاذ قرار من هذا النوع، لن تبقى من دون تداعيات مباشرة على الواقع السياسي الداخلي، إنطلاقا من أهمية الدور والنفوذ السعوديين في صلب التركيبة السياسية اللبنانية منذ العام 2005 وما قبلها وحتى المرحلة الراهنة، وخصوصا في ظل إنحسار دور وشعبية ″تيار المستقبل″ كما فريق 14 آذار، وجنوح الرئيس الحريري باتجاه التيار الوطني الحر، وتنازلاته السياسية المستمرة، فضلا عن النقاش المحتدم داخليا حول قانون اﻻنتخابات النيابية.