لم يتوقع أحد هذا السيناريو الدراماتيكي في ″الكلاسيكو″، لا سيما أن كل المؤشرات قبل المواجهة كانت ترجح كفة ″الملكي″ الجاهز بدنيا ونفسيا اكثر من خصمه اللدود “الكاتالوني”. لكن برشلونة المنهك والخارج بهزيمة نكراء من دوري الابطال والجريح بكبريائه والمفتقد لنجمه نيمار، قلب كل التكهنات وفاز على “الملكي” في عقر داره وامام جمهوره في سانتياغو برنابيو (3-2).
مباراة متكافئة حبست الانفاس حتى اخر لحظة، وتفاوتت فيها السيطرة والاستحواذ بين الفريقين، فتارة يسيطر ″الملكي″ ويأخذ الهجمات على عاتقه وطورا ينتفض ″الكاتالوني″ ويمتع جمهوره بأجمل اللوحات واللمحات الفنية.
افتتح التسجيل لـ″الملكي″ في الدقيقة 28 كاسيميرو بعد متابعة لتسديدة راموس التي ارتطمت بالعارضة، لكن “البارسا” لم ينتظر طويلا فسجل ميسي هدفا في الدقيقة 33 من تمريرة رائعة من راكيتش.
وبدأ الريال الشوط الثاني بقوة وتتالت الهجمات والتسديدات، الا ان “البرسا” خطف هدفا في الدقيقة 73 من تسديدة قوية لراكيتش. وفي الدقيقة 85 تمكن جاميس رودريغيز من تسجيل هدف التعادل بعد تمريرة عرضية من مارسيللو، لينتفض بعدها لاعبو الريال ويكونوا الاخطر في الدقائق الأخيرة غير انهم لم ينجحوا في هز شباك ″البارسا″ للمرة الثالثة.
وبدا بعد نهاية الوقت الاصلي ان الفريقين اقتنعا بان التعادل سيكون سيد الموقف، لكن ميسي ابى ان يخرج من برنابيو الا بانتصار مدوٍ، فسجل هدفا ساحرا قاتلا في الدقيقة 92، احرق ريال مدريد في ارضه وسط ذهول اللاعبين والجمهور.
ببساطة نصَب “الكلاسيكو” ليونيل ميسي ملكا على عرش التهديف والمراوغات والتمريرات، وسيبقى التاريخ يسجل لميسي تحقيقه ثنائية في مرمى ريال مدريد وتحقيقه هدفه الـ 500 في مشواره مع “البرسا” على ارض ملعب الغريم الابدي.
المباراة تألق فيها ايضا الحارسان تيرشتيغن ونافاس اللذين انقذا مرميهما من اهداف محققة. لكن يبقى ميسي جوهرة المباراة الحدث، والحديث سيطول عن روعة آدائه في الكلاسيكو، هو الذي لم يخيِب آمال عشاقه.
هدف ميسي القاتل اشعل ″الليغا″ من جديد واعادها الى المربع الاول، فاقتنص ″البلاوغرانا″ بفوزه صدارة الدوري الاسباني من ″الميرنغي″ الذي تبقى لديه مباراة مؤجلة امام سيلتا فيغو.