فعلها فريق طرابلس في بحمدون، وحسم مباراته المجنونة مع فريق الأخاء الأهلي عالية، بفوز من عيار ″الذهب الخالص″ بهدفين مقابل هدف واحد، ساهم في تثبيت أقدامه منطقيا في الدرجة الأولى، بانتظار ترجمة ذلك عمليا بمباراته الأخيرة مع فريق الاجتماعي.
طرابلس حصد بعد فوزه الذهبي على الآخاء (25 نقطة)، وكذلك فريق شباب الساحل بفوزه على الراسينغ، (25 نقطة).
أما الآخاء فقد إستقر قبل الاسبوع الأخير من الدوري على 26 نقطة، ومن المنتظر أن يلعب طرابلس مع الاجتماعي وفي حال فوزه يصبح رصيده 28 نقطة وهو أمر بات في متناول يد الفريق الطرابلسي كون الاجتماعي يلعب من دون حافز بعد سقوطه الى الدرجة الثانية، بالمقابل سوف يلعب الآخاء مع الساحل وعين كل منهما على الفوز، وفي حال فاز أحدهما أو تعادلا، فان ذلك لن يؤثر على طرابلس الذي يمكن القول أنه نجا وخرج من الكبوة التي لازمته في هذا الموسم، وذلك بفعل خبرة مدربه المقدام وارطان غازاريان، والروح القتالية التي تميز بها لاعبوه الذين لم يوفروا نقطة عرق، وتفوقوا على أنفسهم وعلى جمهور الآخاء وأرضهم من أجل البقاء في دوري الأضواء وقد كان لهم ما أرادوا.
المباراة جاءت قمة في اللعب السريع والآداء الرجولي، قدم فيها الفريقان أفضل ما لديهما من أجل الفوز، وترجم الأخاء ذلك بهدف مبكر سجله في الدقيقة الرابعة بواسطة محمد حمود، بعد خطأ مشترك بين الدفاع والحارس عبدو طافح، وعبثا حاول طرابلس تعديل النتيجة في الشوط الأول، لكن من دون جدوى بفعل الحائط الدفاعي الذي بناه الآخاء في منطقتهم، وما زاد الطين بلة، وصعّب من مهمة طرابلس هو طرد الحكم للاعبه غازي الحسين في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول.
في الشوط الثاني لعب طرابلس بعشرة لاعبين، لكن عزيمتهم وقوتهم وإصرارهم كانت تفوق مئة لاعب، فوضعوا الفوز نصب أعينهم وتسيّدوا أرض الملعب وحاصروا منطقة الأخاء بسلسلة من الهجمات والتسديدات، أثمرت عن حصول الطرابلسيين على ضربة جزاء بنالتي سجلها فايز شمسين وأحرز التعادل في الدقيقة 52.
هدف التعادل فتح المباراة على مصراعيها، فتبادل الفريقان الهجمات مع أفضلية واضحة لفريق طرابلس الذي عرف مدربه غازاريان كيف يتعامل مع المباراة ومع التبديلات التي أجراها وكانت بمثابة ″ضربة معلم″ ومنحت طرابلس مزيدا من السيطرة على مجريات اللعب التي قادها أبو بكر المل فصال وجال وأتعب المدافعين ونجح في إهداء مدينته هدف الفوز في الدقيقة 70 بعد خطأ إرتكبه الحارس داني الحاج بفعل الضغط والارتباك اللذين سيطرا على آدائه.
ورفع هدف الفوز من حساسية وإشتعال المباراة، فاستمات لاعبو الآخاء من أجل تسجيل هدف التعادل، وإستبسل الطرابلسيون في الدفاع ومن خلفهم عبدو طافح، رفعوا من السد الدفاعي الذي تكسرت عليه هجمات الآخاء، ونجحوا في إنهاء المباراة طرابلسية بعشرة لاعبين، وفي تحقيق الفوز، وفي البقاء بالدرجة الأولى.
وحل صانع الفوز الطرابلسي اللاعب أبو بكر المل أفضل لاعب في المباراة، وأهدى الفوز الى كل أبناء طرابلس، منوها بالأبطال الذين كانوا على المستطيل الأخضر وفي مقدمتهم غازي الحسين الذي نال بطاقة حمراء، وبكل الجمهور الطرابلسي الذي حبس أنفاسه وأنفجر فرحا بهذا النصر.