هل رفع الغطاء عن بلال بدر في مخيم عين الحلوة، في ظل قرار الفصائل الفلسطينية بانهاء ظاهرته؟، ام ان ما يحصل لا يعدو كونه جولة ضمن معارك المخيم المتشابكة سياسيا وأمنيا، محليا واقليميا؟، وهل تم تحييد باقي المجموعات والافراد المسلحة ومن بينها شادي المولوي بعد تردد معلومات عن إمكانية مساندتها بدر عسكريا، بعدما استشعرت خطر خسارتها لملاذها الامن؟، والاهم من ذلك، من يملك القدرة على تحمل الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي قد تنتج في حال قرر بدر القتال حتى الرمق الاخير ومضت الفصائل في نهجها العسكري؟.
اسئلة كثيرة بدأت تتردد ويسمع صداها بين اللاعبين الاساسيين على ارض المخيم من فلسطينيين ولبنانيين واقليميين، من دون معرفة الجواب النهائي لها، وان كانوا فعلا قد حسموا خيارهم لجهة اقفال ملف بلال بدر بشكل نهائي، وانهاء مسيرته التي تشوبها علامات استفهام كثيرة بدءا بتشدده الديني المفاجئ، وصولا الى اتساع نفوذه في فترة زمنية قياسية، وما بينهما من تفاصيل عن كيفية حصوله على كل هذا الدعم العسكري والمالي والجهات التي تقف وراءه.
بدر، ابن الثلاثين عاما الذي تدرج في العمل الحزبي في جبهة التحرير الفلسطينية لا يعرف عنه سابقا ميوله الاسلامي المتشدد، لكنه استطاع وبسبب حالة الفوضى التي يعيشها المخيم وغياب القرار الموحد، ان يشكل حالة عسكرية قوامها نحو 50 مقاتلا من عناصر جند الشام وفتح الاسلام، وان ينشئ مربعا امنيا في حي الطيري، ويحوله الى مأوى لكل المطلوبين للسلطة اللبنانية من جنسيات مختلفة.
حتى اللحظة لا تبدو الصورة واضحة، بانتظار انتهاء المهلة الزمنية التي حددتها الفصائل الفلسطينية عند الساعة السادسة من مساء اليوم، ووضعت فيها بدر امام خيارين اما تسليم نفسه وتفكيك مربعه الامني، والا فانه سيبقى مطاردا من القوة الفلسطينية المشتركة، التي تبدو في الشكل مجمعة على انهاء هذه الظاهرة، الا ان ذلك يحتاج الى امتحان نوايا مع بدء “الساعة الصفر” للحسم المفترض.
تؤكد مصادر ميدانية لـ”سفير الشمال” ان حسم المعركة عسكريا دونه صعوبات، رغم التقدم الذي احرزته الفصائل الفلسطينية ميدانيا وتمكنت من السيطرة على معظم مساحة مربع بدر الامني في حي الطيري، واضطراره للجوء الى حي المنشية، خصوصا وان لدى بدر الكثير من اوراق القوة، ومنها المطلوبين الذين سلفهم في يوم من الايام الحماية ووفر لهم الملاذ الامن، وهم باتوا يشعرون بالخطر على امنهم وحياتهم في حال انتهت ظاهرة بدر عسكريا، ولم يتم اعطاءهم حتى الآن ضمانات بعدم القاء القبض عليهم وتسليمهم الى الدولة اللبنانية، وربما هذا ما يفسر بقاء الجيش اللبناني على الحياد وعدم تدخله حتى لا تتخذ بقية الخلايا ذريعة لانخراطها في المعارك”.
وتضيف المصادر”ان هناك العشرات من المقاتلين المطلوبين للدولة اللبنانية، والذين كانت تتذرع الفصائل بصعوبة توقيفهم نظرا لوجودهم داخل مربعات امنية محمية، وفي حال سقط مربع بدر، فما الذي يمنع الفصائل من اعتقالهم وتسليمهم للدولة”، لافتة النظر الى ان هذا الامر يعتبر من العقد التي قد تؤخر حسم ظاهرة بدر، في حال انخرط هؤلاء المطلوبين في المواجهة المسلحة، الا اذا كانت الفصائل الاسلامية قد وجدت حلا مؤقتا لهؤلاء، لم يتم الاعلان عنه، حينها يمكن اعتبار ان ظاهرة بدر قد شارفت على الانتهاء، ويبقى امر معالجة قضية المدنيين والحد من الخسائر البشرية داخل المخيم وتجنب ردات فعل العشائر والعائلات في حال سقط قتلى في صفوفها خلال المواجهات”.
وتتابع المصادر: “انه حتى الان لم يتم التأكد بشكل نهائي من مشاركة مجموعات مسلحة اخرى في القتال الى جانب بدر، رغم المعلومات التي تحدثت عن امكانية اصابة احمد الحريري احد قياديي احمد الاسير، خلال انخراطه في المواجهات المسلحة الى جانب مسلحين اخرين من بينهم لبنانيين من الشمال”، رافضة التاكيد او النفي ان كان شادي المولوي من بين تلك المجموعات”.