في الوقت الذي ينكب فيه طلاب الشهادات الرسمية في المرحلة الثانوية في المدارس الخاصة على دروسهم بهدف الاستعداد للامتحانات، يواجه زملاؤهم في الثانويات الرسمية معضلة الاضرابات التي بدأت منذ أكثر من اسبوعين ويبدو أنها ستستمر طالما أنه لم يتم تسوية أوضاع الأساتذة الرافضين لمشروع سلسلة الرتب والرواتب بشكلها الحالي والذي يحرمهم من كل حقوقهم الوظيفية ويسويهم بأساتذة التعليم الأساسي، في الوقت الذي تفرض شهاداتهم ان لم نقل المساواة مع أساتذة التعليم الجامعي، حتمية منحهم ما لا يقل عن عشر درجات عن أساتذة التعليم الأساسي.
ازاء هذا الواقع تؤكد الطالبة جيهان شرف الدين في <<ثانوية خليل سالم بطرام – الكورة>> أن الظلم اللاحق بالطلاب كبير كونهم من دفعة العام الدراسي 2014-2015 والذي حصل فيه الطلاب على افادات، واليوم فان المسلسل يتكرر مما يوحي بأن العام الدراسي سيضيع كما في السابقداعية الى معالجة سريعة كون الوقت يمر وبتنا على مقربة من موعد الشهادات الرسمية.
وتضيف: يحق للأساتذة المطالبة بحقوقهم، لكن نحن نرفض استخدامنا <<كمكسر عصا>>، لذلك يجب أن يكون هناك وسيلة أخرى للتعبير عن رفضهم لسلسلة الرتب والرواتب والتي يرفضها الشعب اللبناني برمته.
من جهتها تقول الطالبة نادين: <<لا يمكنني الافصاح عن اسم الثانوية ولا عن اسم عائلتي وأريد أن أؤكد على ان الأساتذة لا يتعاطون معنا بشكل >>رحيم<< فكيف يطلبون الرحمة بأوضاعهم؟، ما الذنب الذي اقترفناه لنحرم من حقنا في الشهادات الرسمية؟، سيكون لنا تحركات في القريب العاجل ان لم يتم الغاء الاضراب باسرع وقت، وللأسف الشديد نحن نعيش في وطن “الكل فيه يغني على ليلاه>>.
من جهة ثانية، يؤكد مصدر تربوي مطلع لـ <<سفير الشمال>> أن سلسلة الرتب والرواتب تحمل الكثير من الاجحاف لأساتذة التعليم الثانوي، ذلك أن جميع أن أساتذة الفئتين الأولى والثانية حصلوا على زيادة 190% و180%، في حين لم نحصل نحن الا على 36%، مع العلم ان الفرق بيننا وبين أساتذة الجامعة اللبنانية لم يكن ليتجاوز 6 درجات واليوم بتنا 52 درجة، ما يعني أن الأستاذ الثانوي يحتاج الى 108 سنوات ان هو أراد الوصول لمرتبة الأستاذ الجامعي، وهنا نسأل أين العدل في هذا الموضوع؟.
ويضيف المصدر: القضية تتلخص بالموقع الوظيفي فكما أن هناك تراتبية بالمراحل الدراسية هناك تراتبية وظيفية، ومن المعروف انه لا فرق بين الابتدائي والمتوسط، الا ان هناك ست درجات بينهم وبين التعليم الثانوي وست درجات بين الثانوي والتعليم الجامعي، إلا أن كثيرا من المكتسبات فقدها التعليم الثانوي خلال السنوات الماضية وهو بات اليوم متساوياً وأساتذة التعليم الأساسي فهل من المقبول الرضوخ لهذا الواقع؟.
ويؤكد المصدر أن اضرابنا سيستمر الى حين تصحيح سلسلة الرتب والرواتب واما الغائها في الوقت الحالي، طبعاً نحن نشعر مع الطلاب، لكن الموضوع رهن بقرار وزير التربية المعني برفع الغبن عن كاهلنا.
ويشير المصدر الى ان تحركات كثيرة قام بها أساتذة التعليم الثانوي، ومحاولات باءت بالفشل، ووعود بقيت حبراً على ورق، طبعاً مع اقرار السلسلة اصطدمنا أكثر فأكثر بمدى الاهمال الذي يصيبنا والذي يشير وللأسف الشديد الى الرغبة الحقيقية لدى الدولة بتدمير التعليم الثانوي الرسمي والذي يثبت سنوياً مدى قدرته على تحقيق النجاحات الباهرة، في الوقت الذي تخسر فيه الثانويات الخاصة المزيد من الطلاب بسبب ارتفاع الأقساط، طبعاً ليس لدينا من تفسيرات أخرى لما نعانيه من اجحاف بحقنا.
ويشدد المصدر التربوي على ضرورة اعادة النظر بالسلسلة رأفة بمصالح الطلاب، متوقعا أن يصدر وزير التربية قراراً بتأجيل الشهادات الرسمية الى حين انهاء البرنامج في الثانويات الرسمية، لأننا وللأسف الشديد وان كنا نرفض الاضرابات الا انها الوسيلة الوحيدة لنيل الحقوق.