لبنان الرسمي يسحب فتيل التفجير في الجنوب.. كيف تعاطى حزب الله؟… عمر إبراهيم

سلّم لبنان الرسمي بالادعاءات الاسرائيلية حول أنفاق حزب الله، بعد التأكد من وجود العديد منها، وبدأ التعاطي مع هذا الملف على خطين الأول سياسي داخلي من خلال فتح قناة التواصل مع حزب الله لاقناعه بضرورة عدم الانجرار الى ما تريده اسرائيل، والثاني من خلال الاتصالات التي تمت مع بعض الدول والتي بدورها أعطت ضمانات بالضغط على إسرائيل لمنعها من توتير الأوضاع على الحدود.

الحركة الدبلوماسية اللبنانية لاقت تجاوبا وساهم ذلك في انكفاء حزب الله عن إصدار أية بيانات او القيام بأية تحركات ميدانية تعتبرها اسرائيل استفزازية وتستغلها لتنفيذ أي عمل عدواني تُجمع كل الأطراف السياسية في لبنان على ضرورة منع حصوله في هذا الوقت الذي يعيش فيه البلد أوضاعا سياسية واقتصادية ومعيشية صعبة، ويضاعف منها وجود مئات آلاف النازحين السوريين.

هذا الواقع اللبناني دفع الجميع على اختلاف انتماءاتهم الى العمل من أجل تجنب الحرب وهو إجماع قل نظيره وتجسد في تراجع حدة الخطاب السياسي الذي كان يحمّل حزب الله مسؤولية اي عدوان والتركيز على منعه، حيث تشير المعلومات الى ان لبنان استطاع ان يدير هذه الأزمة بنجاح كبير حتى هذه اللحظة.

ووفق المعلومات، فان حزب الله فوّض الجانب السياسي اللبناني متابعة هذا الملف ولم يلجأ الى التصعيد، في الوقت الذي برز فيه تقدم الجيش اللبناني الى خطوط التماس المباشرة وتوليه مهمة متابعة ما تقوم به إسرائيل من حفريات داخل حدودها واتخاذه الوضعية القتالية ما أعطى انطباعا إيجابيا للبنانيين الذين تنفسوا الصعداء بعد حالة القلق التي عاشوها على وقع التهديدات الاسرائيلية.

وتضيف المعلومات ان الجانب اللبناني يعمل في هذه اللحظات على منع إسرائيل من اختراق الخط الأزرق لتدمير الانفاق المكتشفة حيث يدور في الكواليس إمكانية ان تتولى قوات حفظ السلام او الجيش اللبناني عملية تدمير هذه الإنفاق في إطار اتفاق تعمل جهات دولية على التسويق له لسحب فتيل الأزمة.

وتختم المعلومات، ان حزب الله لا يسعى الى توتير الوضع، وهو يراقب ومرتاح للحركة الدبلوماسية اللبنانية، في وقت يبدو فيه ان معظم الدول العاملة على خط التهدئة تشاطر حزب الله عدم رغبته بتفجير الوضع أقله في هذا الوقت حيث تشهد المنطقة حراكا سياسيا على أكثر من جبهة من اليمن الى سوريا والمطلوب اجواء مستقرة في المنطقة الا إذا أعيد خلط الأوراق، حينها ربما تتبدل الأوضاع وتذهب المظلة الدولية التي جنبت  لبنان الحرب حاليا، ومنعت اسرائيل من الدخول في مغامرة سيكون لها تداعيات سلبية عليها أيضا.


مواضيع ذات صلة:

  1. كيف نجح تجار المخدرات في تحويل  بعض المناطق الى ما يشبه ″الباطنية″؟… عمر ابراهيم

  2. ماذا حصل خلال الساعات الماضية.. وكيف تم سحب فتيل الانفجار؟… عمر ابراهيم

  3. حبس انفاس في الجنوب.. ماذا لو وقعت الحرب؟… عمر إبراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal