في ذكرى مجزرة إهدن الـ 46.. قراءة في خطاب سليمان فرنجيه!.. ديانا غسطين

ستة واربعون سنة مرّت على مجزرة اهدن التي قصمت ظهر المسيحيين وشكلت نقطة مفصلية في تاريخ المارونية السياسية ولبنان. وامس الاول، وجرياً على عادتها كل عام، أحيت إهدن ذكرى شهدائها الابرار بقداس احتفالي حاشد في قصر الرئيس الراحل سليمان فرنجيه، حيث امّت الوفود لتقديم التعازي الى رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه وعوائل الشهداء.

قصر إهدن الذي اعتاد ان يستضيف الاهل والأصدقاء في مثل هذا الوقت سنوياً ومن دون أي دعوة رسمية، كان على موعد مع خطاب رئاسي، كتبه زعيم المرده بحروف من الصدق والواقعية، فجاء على “دسامة” بنوده محاكياً للواقع الذي تعيشه البلاد.

فالكلمة التي انتظرها اللبنانيون على اختلاف انتماءاتهم السياسية، حملت افكاراً يمكن وضعها على طاولة النقاش في سبيل الوصول الى حلول للأزمات التي تتخبط فيها البلاد، معتبراً انه “مهما كثرت المبادرات يبقى الترياق لبنانياً، ولا يكون عبر التسويات المعلبة غب الطلب”.

اما في الملف الرئاسي، فقد أعاد فرنجيه تأكيد ما دأب رئيس مجلس النواب نبيه بري على تكراره ان “المعضلة في ملء شغور قصر بعبدا هي مسيحية”. فتحدث زعيم المرده عن خيارين يمثل هو احدهما، داعياً الى التخلي عن وهم ان المسيحيين اقلية ينبغي ان “يتقوقعوا” على انفسهم بهدف ضمان حضورهم ووجودهم.

فرنجيه الذي اكد ان أي رئيس سينتخب ينبغي ان يكون لكل اللبنانيين، أشار الى ان رد الاعتبار الى الانتخابات الرئاسية واستعادة هيبة الرئاسة يكون بإحترام الدستور وبإجراء انتخابات بين مختلف المرشحين “ومنهني اللي بيربح”.

الى ذلك، وبعيداً عن أي طائفية، اظهر فرنجيه حرصه على المسيحيين مشدداً على ان المسيحية في لبنان تعني التضحية لاجله وليس لاجل الحسابات الضيقة والمصالح الشخصية، بل تكون بالانفتاح على سائر الشركاء في الوطن، موجّهاً التحية الى المقاومة البطلة في الجنوب وفي غزة.

غير ان الجزء الأهم من خطاب زعيم المرده تركز حول ان “التسوية قادمة لا محالة”. فعن أي تسوية يتحدث وعلى أي أساس ستكون؟ وهل فعلاً هناك امل بحل قريب والجبهة في غزة تشتعل ومعها الجنوب اللبناني بأكمله؟.

من المؤكد ان كلام فرنجيه لم يأتِ عن عبث، وهو المدرك لدهاليز السياسة وسبل التعاطي مع العقد اللبنانية. مع التشديد على ان أي حل ينبغي ان يكون لمصلحة جميع اللبنانيين بعيداً عن منطق الغالب والمغلوب.

هو خطاب صادق وواقعي، كرّس سليمان فرنجيه زعيماً وطنياً ورئيساً لبنانياً ابّاً عن جدّ، حدوده لبنان الذي يعتبره على امتداد العالم، ووطنيته تأتي في مرتبة اعلى من كل المناصب.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal