جامع الامام الأوزاعي.. الأثر العباسي الوحيد في بيروت

لمناسبة شهر رمضان المبارك يسرّ جريدة “سفير الشمال” أن تقدم لقرائها نبذة عن المساجد الأثرية والتراثية في طرابلس وبيروت وكل لبنان مع عرض لبعض الصور التي تبيّن جمالية هذه المساجد وأهمية عمارتها وهندستها، على أن تتم الاضاءة في كل يوم من أيام الشهر الكريم على أحد هذه المساجد، وذلك برعاية مطعم الأصيل في سيدني أستراليا.

مسجد الامام الأوزاعي

قبل نحو 1240 سنة، كان هناك قرية تدعى “حنتوس” تقع في المنطقة الجنوبية من مدينة بيروت بموازاة البحر، وهي تعرف اليوم بمحلة الأوزاعي، نسبة الى وجود ضريح الامام الأوزاعي الذي بنى زاويته التي أصبحت مكانا لتلقي علوم الفقه والدين.

إندثرت قرية “حنتوس” مع مرور الزمن وتبدل العصور، وتطورت الى أبنية سكنية ومحلات تجارية باستثناء مسجد الأوزاعي الذي كان يسمى قديما مسجد “حنتوس”، والذي يحتضن ضريح الامام الأوزاعي بداخله المتوفي سنة 773 ميلادية.

بني مسجد الامام الأوزاعي في أوائل العصر العباسي في عهد الخليفة الثاني أبي جعفر المنصور المتوفي عام 775 ميلادية، وهو المعلم الأثري العباسي الوحيد في بيروت، ويقع في جزئين، أحدهما قديم، والثاني حديث في الجهة الشرقية بني عام 1954، أما الجزء القديم فقد أعادت المديرية العامة للأوقاف الاسلامية ترميمه مع مئذنته الأثرية القديمة وأدخلت بعض التحسينات عليه.

في الجهة الغربية للجامع يوجد رواق مستطيل لا يحمل دلالة على تاريخ بنائه لكن النقوش الموجودة على جدرانه تدل على أثرية هذا الرواق، وفي الجهة الشرقية مقبرة إسلامية صغيرة دفن فيها بعض أعيان المسلمين من المفتيين والأمراء وفي مقدمتهم المفتي الشهيد حسن خالد، كما يوجد من جهة الشرق ضريح رئيس الحكومة الراحل رياض الصلح، الذي اغتيل في الأردن عام 1951م.

يذكر أن الإمام الاوزاعي اسمه عبد الرحمن بن عمرو بن محمد أبو عمرو الاوزاعي، ولد في مدينة بعلبك في لبنان، جعل من مقامه وبيته زاوية للعلم والفقه، حيث أجاب في سبعين ألف مسألة وانتشر مذهبه المعروف باسم مذهب الإمام الاوزاعي، وقد انتقل للعمل في الشام ثم عمل بالأندلس ما يقارب الخمسين عاماً، ولا يزال أهل بيروت والبلدان الشامية متأثرة إلى اليوم بمذهبه وتفسيراته.



Post Author: SafirAlChamal